سد النهضة الأثيوبي دقت ساعة الحسم …..

سد النهضة الأثيوبي دقت ساعة الحسم …..

بقلم / عائد زقوت …..

غزة 2021/3/14 شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية …..

بعد تهاوي ثورات الربيع العربي وسقوط مشاريع النهضة التي واكبتها، حيث استغلت أثيوبيا انشغال مصر في شأنها الداخلي، وكذلك ترهّل العلاقة المصرية السودانية، بدأت في تنفيذ مشروعها القديم الحديث والذي سُمي بسد النهضة الأثيوبي تيمنًا بمشاريع النهضة في المنطقة العربية، أوأنّ منبع التسمية واحد، ومن المستغرب التماهي السوداني الأثيوبي في المواقف للحد الذي سمح فيه نظام الحكم السوداني للفلاحين الأثيوبيين بالفلاحة في الأراضي السودانية الحدودية المعروفة بالفشقة، وبسط الجيش الأثيوبي نفوذه في المنطقة على الرغم من أهميتها كونها مجاورة لمنطقة بني شنقول التي أقيم عليها السد حيث تبتعد حوالي خمسة عشر كيلو متر عن الحدود السودانية، إلا أن سقوط نظام الحكم في السودان أفسح المجال من جديد لتحسين العلاقات السودانية المصرية وتمثّل في تقارب الموقف السوداني المصري من مشروع السد على صعيد تصويب الاجراءات السودانية آنفة الذكر، بل وتخطى ذلك إلى تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك وتوقيع اتفاقية عسكرية جديدة تسمح للجيش المصري بإمداد الجيش السوداني بما يحتاجه من كافة النواحي العسكرية والمعلوماتية والبشرية وخاصة للدفاع عن الحدود، وعَوْدٌ على بدء فقد أغفلت أثيوبيا مصر واتفاقية تقسيم المياه وشرعت في بناء السد من طرف واحد بمواصفات تثير الريبة والشك في الأهداف المرجوة من بناء السد، حيث أقيم على مساحة تبلغ ثمانمائة وألف متر مربع مع بحيرة تتسع لحوالي أربعة وسبعين مليار متر مكعب من مياه النيل، أي ما يساوي حصتي مصر والسودان معًا، وهذا يشير إلى أن الهدف من بناء السد ليس فقط توليد الكهرباء والاستثمار فحسب بل يتخطى ذلك إلى بسط النفوذ الأثيوبي وإعلاء سطوتها في القارة على حساب الشعبين المصري والسوداني، واتساقًا مع التطور في الموقف الأثيوبي لم تقف مصر مكبّلة الأيدي ولا مغلولة الأقدام، فقد خاضت معركة من المفاوضات سواءً المباشرة أو عبر وسطاء على منذ العام 2013 وحتى تاريخه، كشفت من خلالها النوايا الخفية الأثيوبية ومن خَلفَها برفضها كافة الحلول ونقضها ونكوصها للتفاهمات التي تم التوصل إليها من خلال المفاوضات، وبذلك استطاعت مصر تشكيل رأي عام داخلي ودولي تجاه الموقف الأثيوبي، إلى أن وصل الأمر لتصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مفاده أنه يتعين على أثيوبيا أن تقبل بتوقيع اتفاق قانوني أممي ملزم لمشاركة مصر والسودان في آلية ملء السد وتشغيله قبل موعد الفيضان في ربيع العام الحالي، حتى تضمن كلتا الدولتين عدم تحكم أثيوبيا بمستقبليهما ويصبحا عبيدًا لها أو أن تتحمل أثيوبيا مسؤولية رفضها، وبربط هذا التصريح مع الإجراءات العسكرية السودانية على الحدود الأثيوبية متزامنًا مع تعزيز العلاقات المصرية السودانية، يجعلنا نتوقع أنه قد اقترب سيناريو السد النهضوي من نهايته على يد خير أجناد الأرض، لتبقى مصر وشعبها شامخين يردفون الامة بعناصر القوة والصمود، فمصر كالشجر بجانب البئر يموت عطشًا لكنه لا ينحني لطلب الماء .

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …