شبكة فلسطين المستقبل الاخبارية Palestine Future
مقالات مشابهة
هل يسبب فصل “القدوة” أزمة في “فتح” قبيل الانتخابات التشريعية ….
كتب: أبو شريف رباح ….
بيروت 2021/3/15 شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية ….
أرى العكس فيما يراه بعض الخبراء والمحللون السياسيون الفلسطينيون وحتى العرب، أن قرار اللجنة المركزية لحركة فتح، بفصل ناصر القدوة من عضويتها هو مؤشر لأزمة داخلية او انقسام سوف تعاني منه الحركة.
لا بل أعتقد أن القرار الذي اتخذته اللجنة المركزية لحركة فتح بفصل ناصر القدوة من عضويتها ومن الحركة بشكل عام كان متوقع، وجاء بعد مهلة ثماني وأربعون ساعة منحت لناصر القدوة، لكي يتراجع عن موقفه من تجاوز لقرار الحركة ورئيسها، وبالتالي خروجه عن نظامها الداخلي وتشكيل قائمة منفصلة لمحاولة شق صفوفها ووحدتها.
وكان قرار الحركة قرارا صائبا مئة بالمئة حيث أن اي تنظيم أو حزب فلسطيني كان ام عربي أو حتى على مستوى الأحزاب في كل العالم إذ ما تمرد عليه أحد أعضاءه، ويقوم بتشكل قائمة لخوض الانتخابات مقابل قائمة حركته أو حزبه أو تنظيمه يفصل على الفور ولا يعطى اي مهلة، ومن الطبيعي ان تفصل حركة فتح ناصر القدوة بعد خروجه على قراراتها وتشكيله ما يشبه الحزب أو التنظيم والذي اطلق عليه (الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني) وتطرده من صفوفها.
وكذلك بعكس ما يراه المحللين السياسيين، أعتقد أن قرار اللجنة المركزية لحركة “فتح”، بفصل ناصر القدوة كان صائب ولو جاء متأخر فكيف لعضو بلجنتها المركزية ان يشكل ملتقى وقائمة ويتطاول على حركة فتح وقيادتها أن يعطى مهلة فالمنشق لا مهلة له إنما الطرد الفوري من الحركة وحتى بدون محكمة حركية، وأظن ان ما يتحدث عنه المحللون من انقسامات وخلافات تعيشها الحركة لا وجود لها إلا في مخيلة بعض الحاقدين والذين لم يقرؤا تاريخ فتح جيدآ، والساعين للنيل منها، فالاطر التنظيمية في حركة فتح من الخلية الى اللجنة المركزية كلها تلتف حول القيادة لحماية الحركة ومشروعها الوطني وقرارها المستقل من المتأمرين عليها وعلى القضية الفلسطينية، وأظن ان حركة فتح قوية بجماهيرها الكبيرة وواحدة موحدة خلف قيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن واللجنة المركزية.
كان الاجدر بالقدوة أن يتمسك بحركة فتح ويدافع عنها أمام ما تتعرض له من مؤامرات فلسطينية وعربية واقليمية، وكان عليه أن يقف سدا منيعا أمام كل من يريد إضعاف حركة فتح، الحركة التى اطلقها خاله الشهيد الرمز ياسر عرفات ويحافظ عليها كما حافظ عليها أبو عمار، لا أن يتحدى قيادتها ويشكل قائمة ضدها لخوض الانتخابات التشريعية.
ومن انت حتى توجه اتهامات وانتقادات لحركة فتح وقيادتها، واين كنت كل هذه المدة، سنوات طوال وأنت عضوا في مركزيتها لم نراك في اي مهرجان أو احتفال أو نشاط ولم نشاهدك بين جماهير شعبنا وابناء فتح في اي مواجهة مع المحتل.
أعتقد وبخلاف الخبراء السياسيين أن قرار فصل ناصر القدوة سيؤدي إلى تعميق التلاحم والترابط بين القيادة الفتحاوية وقاعدتها الجماهيرية، وسيضع النقاط على حروف كل من تسول له نفسه الترشح خارج قائمة الحركة، فلا ناصر القدوة ولا من سبقوه يستطيعون التأثير على وحدة حركة فتح الداخلية، لأن جميع الفتحاويين تابعوا الحوار الطويل مع القدوة ويعرفون ان الحركة وقيادتها حاولوا بصبر وحكمة ان يعود ناصر لصوابه لكنه تحدى الحركة ونظامها ووصلت الامور معه إلى طريق مسدود، وبالتالي تم فصله من الحركة، وهذا يؤكد أن حركة فتح قادرة على إتخاذ القرار وقوية في مواجهة كل من يريد الخروج عن اجماعها، ولن تقبل المساس بوحدتها وستكون حاسمة مع كل من يحاول اضعافها أو النيل منها وكسرها.
وأرى ان القدوة ليس لديه قاعدة فتحاوية أو حتى فلسطينية تستطيع ان تؤثر على قائمة حركة فتح او على سير الانتخابات التشريعية الفلسطينية، رغم أنه يغازل جماعة دحلان وبعض الاشخاص من الجبهات الفلسطينية، وأظن انه لن يحصل على اي صوت من اصوات أبناء حركة فتح الشرفاء وخاصة في قطاع غزة ولن يؤثر على قائمة فتح لعدم امتلاكه قاعدة فتحاوية في الشارع الفلسطيني.
