معركة الكرامة كانت بداية مرحلة آتية!!!!!

معركة الكرامة كانت بداية مرحلة آتية!!!!!


بقلم / سعدات بهجت عمر …..

بيروت 2021/3/22 شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية ….

بعد التقاط قيادة الثورة الفلسطينية الإتجاه الجديد للصراع العربي-الاسرائيلي بعد هزيمة حزيران 1967 ودون أن تأخذ فترة ولو قصيرة، ويجب التذكير هنا أن هذا الإتجاه بعيد النظر كما أثبتت أحداث معركة الكرامة وبالفعل قد شق طريقه في حينه وسط هزيمة عربية ظالمة. هم ظلموا أنفسهم بأنفسهم وقد وضعت عليها رؤية سمات المرحلة الجديدة، الأمر الذي يسمح بالقول طموحاً شرعياً أن القيادة العامة لقوات العاصفة سوف توقف ذلك التمدد السرطاني الإسرائيلي في زمانه ومكانه متمثلاً بالآلة العسكرية التي دخلت شرقي نهر الأردن بكل ثقلها لمواجهته وردعه كان قراراً ينسجم مع المعطيات السياسية والمادية بين الثورة وانطلاقتها وبين العدو الإسرائيلي المُستعمر. لم يكن القرار مجرد قيام بالواجب الوطني والقومي. لقد كان القرار يستند إلى شفافية وعمق الرؤية السياسية لمجمل الأوضاع العربية والمنطقة والعالم، وقد أثبتت الوقائع العملية أن ذلك القرار قد نجح في وقف تقدم القوات الإسرائيلية وبالطبع ما كان له أن ينجح في ذلك لولا صواب رؤيته السياسية الفلسطينية ودقة تقديره للموقف بشكل عام.

كان نزول قوات العاصفة إلى بلدة الكرامة وتثبيتها في المحاور الرئيسية يسيران في سباق مع الزمن، ولم يكن عملاً بسيطاً وميسوراً. بل احتاج حقيقة إلى عزيمة الرجال وإلى المعنويات العالية في ظل الحشود الإسرائيلية والحرب المدمرة، وبدأت تثبت أقدامها وذلك في ظل ظروف من القتال تختلف نوعياً عن ظروف حرب الجيوش الكلاسيكية وبطولة قوات العاصفة واستماتتها مدة 5 ساعات من القتال قبل تدخل الجيش الأردني حالت دون تلك النتيجة الحزيرانية الوخيمة. بل ثبتت الثورة ونمت فلسطينياً وعربياً وعالمياً صديقاً في تلك الأرض ونمت معها المؤامرات، ولم يكد العدو الإسرائيلي يجمع أجزاء صورة الوضع الجديد وتأكيد هزيمته في قتال قوات العاصفة حتى كانت قوات الجيش الأردني في عملية جريئة بالتنسيق مع قوات العاصفة أسفرت عن معركة بطولية اهتز لها الكيان الصهيوني من أعماقه في أكثر نقاطه الحساسة وانشدت لها أنظار الشعب العربي من المحيط إلى الخليج إعجاباً وتأييداً ومبايعة بعد الهزيمة الكبرى للخطاب العربي الرسمي سياسياً وعسكرياً في حرب الخامس من حزيران 1967 .

لقد ثبت أن العمل العسكري في الظروف الفلسطينية الأردنية لا يكون ناجحاً بعد خمس ساعات من بدء المعركة إلا في ظل تقدير سديد للموقف السياسي العام لأن هذا التقدير هو الذي يسمح بتنظيم الخطوات العسكرية من جهة الهجوم المضاد والدفاع أو من جهة المكان والزمان. فأثبتت الوقائع أن الفدائي الفلسطيني والجندي الأردني تتضاعف قدرتهما القتالية والمعنوية حين يتخلصان من النظرة السياسية المتشائمة. كيف لو طُبقت على الجيوش العربية والمقاومة. لأوضاع تحمل في طياتها إيجابيات وظروفاً مؤاتية تسمح بتحقيق مآثر ومنجزات ونجاحات على رغم ما يحيط بها في الوقت نفسه من سلبيات وظروف غير مؤاتية.

كان انتصار معركة الكرامة بُعدٌ شعبي عربي إلى جانب أهمية البعد العسكري المادي، ذلك أن الانتصارات في التصدي للعدو الإسرائيلي وهزيمنه قد رفعت من معنويات الجماهير العربية التي عززت تلاحمها مع الثورة الفلسطينية، ويمكن القول أن معركة الكرامة تُشكل على امتداد الزمن الآتي الوجه الأهم للصراع العربي-الاسرائيلي في ميدان لم يتوقف فيه التآمر الصهيوني الغربي الأميركي والعربي فكان انتصار تشرين في العام 1973 وكان الصمود البطولي في الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982/6/6 بظهور المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية. وكان عودة الرئيس أبو عمار إلى أرض الوطن وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان الإنسحاب الإسرائيلي تحت ضربات المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية من لبنان وجنوبه، وكان الإنتصار الساحق لحزب الله في حرب تموز 2006 . ومن هنا يمكننا القول أن المعركة السياسية الشرسة في كل الجبهات التي تخوضها القيادة الفلسطينية الشرعية بقيادة الرئيس أبو مازن ضد العدو الصهيوني الإسرائيلي المحتل، وصحة الشعارات السياسية التي تطرحها قيادة الرئيس أبو مازن لإنهاء الإنقسام والولوج إلى عملية الإنتخابات وتأليف حكومة وحدة وطنية وإطلاق سراح الأسرى تشكل الشرط الأساسي لإحباط المماطلة والمؤامرة الصهيو-أمريكية لمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة بل إنها الشروط الأساسية للصمود الشعبي الفلسطيني والشعبي العربي في صمود وبطولات وتضحيات وهكذا تظهر تلك العلاقة المتبادلة الحية بين السياسة والقتال العسكري أو بين العمل مع الجماهير الفلسطينية والعربية والنضال السياسي ضد العدو الإسرائيلي المحتل بشجاعة وشرف وايمان.

حقاً لقد شكلت معركة الكرامة بداية مرحلة جديدة ما زلنا نعيشها وإن كنا فى هذه الأيام نعاني الإنقسام ولعنة التطبيع لشق الصف الوطني والفصائلي الثوري الفلسطيني لإضعاف السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن التي تناضل بعزيمة جبارة لرفع مكانة #فلسطين إلى دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة ومنظماتها بعد عضوية المراقب فقط وبداية مرحلة جديدة أخرى لعلها تأتي استمراراً لسابقاتها وتخطياً لها إلى الأمام وأكرر بحكومة وحدة وطنية لإنهاء الإنقسام رغم السحب الدكناء التي تتلبد فوق سماء #فلسطين وسماء الأمة العربية وسماء من حولها!!!

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …