تطبيع ابن زايد خيانة لفلسطين والعروبة والإسلام

تطبيع ابن زايد خيانة لفلسطين والعروبة والإسلام

رام الله 2020/8/17 شبكة فلسطين المستقبل

بقلم :موفّق مطر

يبدو أن جفافًا حادًا قد أصاب جوانب أدمغتهم فلم يتمكنوا من تدارك مثالبهم قبل سقوطهم المدوي في مهاوي الرذيلة السياسية، أو أنهم يدركون ما يفعلون، فقرروا الإفراط في تجرع الخيانة حتى الثمالة والانقلاب على ظهورهم، وكانوا سعداء جدًا وهم يهمون بكشف عوراتهم بأيديهم، والتفاخر بفعلة غدر وخيانة كانت من الكبائر إذا أتاها عربي في عصر الجاهلية، فكيف حالهم الآن وقد فعلوها وهم في ذروة النشوة والارتياح، وهم الذين يفاخرون بأنهم أهل الرسول العربي محمد بن عبدالله (ص) الذي قال:”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ويقيمون الصلوات في مساجد يجب ألا يرفع فيها إلا اسم الله الحق والعدل والسلام، لكنهم فتحوا أبوابها لوزيرة تعاليم إرهابية (الثقافة) في منظومة احتلال استيطاني استعماري عنصري، لترفع في رحابها خطاب الباطل والظلم.
اغتال تطبيع ابن زايد أهم سمة في شخصية العربي الإنسانية، فهو قد صرع الوفاء بنكثه عن قصد عهد دولة الإمارات مع المبادرة العربية للسلام الموقع في القمة العربية في بيروت في العام 2002، وبذلك بات خائنًا لقيم وأخلاق شعب الإمارات العربية المتحدة، واستخدم مقدسات وعقيدة المسلمين (القدس والأقصى) أولى القبلتين ومسرى الرسول محمد كرشوة لعامتهم، لتمرير جريمة ثلاثية بحق مدينة الله، وتبرير سقوطه في وحل الخيانة.. فصبي ترامب هذا يعلم أن منظومة الاحتلال قد ضمت القدس، وفرضت قوانينها،وأن كبيرهما ترامب اعتبرها عاصمة لدولة التمييز العنصري والاحتلال والاستعمار والجريمة ضد الانسانية المسماة (إسرائيل) ولا نرى بفعلته الخيانية إلا اقرارا وتسليما بسيطرة (دولة اسرائيل اليهودية)- كما يسميها نتنياهو- على القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، فصار بهذا الاتفاق بلفور ثالثًا صغيرًا بعد بلفور البريطاني الأول وبلفور الثاني الأميركي ترامب، وجميعهم قد منحوا مالا يملكون لغزاة ومجرمين ليس لهم ولو ذرة من حق.
استهدف المتآمرون تدمير المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط وإعادة تركيبها وترتيبها والإبقاء على جملتين فقط، الأولى: “اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيًا، والدخول في اتفاقية سلام، والثانية”إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل”فناكث العهد محمد بن زايد يريد رأس ملك العربية السعودية المرحوم عبد الله بن عبد العزيز حتى بعد وفاته، بتدمير المبادرة التي اطلقاها الملك الراحل في قمة بيروت عام 2002.
القانون الدولي ومنظومة الفكر السياسي الإنساني كانا هدفين لهذا العدوان الثلاثي، ذلك أن إنشاء علاقات طبيعية بحثية وعلمية وأمنية واقتصادية مع منظومة وحكومة دولة خارجة على القانون الدولي، تتخذ من الإرهاب والحرب عقيدة لتثبيت وجودها على حساب وجود الشعب الفلسطيني في وطنه التاريخي والطبيعي فلسطين، فالتطبيع قبل انجاز الاستقلال الفلسطيني يعتبر مساندة ومكافأة لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي العنصري على جرائم الحرب والعنصرية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
الإعلان الأميركي الإماراتي الإسرائيلي باعتبار كل ما تقدم عدوانا ثلاثيا على الشعب الفلسطيني، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد، فقد انتقلوا من حيز المؤامرة السرية (المعلومة) إلى حيز التنفيذ العملي بعد ضرباتهم التمهيدية كالحصار المالي والسياسي والاقتصادي بعد فشلهم المريع في تمرير الشق الاقتصادي من صفقة القرن في مؤتمر المنامة، وبعد توجيه الرئيس أبو مازن صفعة كبرى للاستعماري الجديد المتغطرس دونالد ترامب بقولته الشهيرة:”القدس ليست للبيع” عاكسا بذلك موقف وقرار الشعب الفلسطيني بالصمود والمواجهة مهما كانت النتائج.
ناكث العهد في الإمارات محمد بن زايد، ونتنياهو، وترامب يعلمون أن الشعب الفلسطيني بصموده وبحكمة وشجاعة وصلابة رئيسه وقائد حركة تحرره الوطنية أبو مازن قد أسقط ملف ضم أراض محتلة منذ العام 1967 عن طاولة نتنياهو الذي لو كان بمقدوره تنفيذ مشروعه لفعلها في موعدها، لأن السيطرة على أرض فلسطين بالنسبة له كصهيوني استعماري عنصري أهم بألف مليون مرة من (اتفاقية تطبيع مع الإمارات) حتى لو وصفوها بالتاريخية، ويعلم هذا الثلاثي المتذاكي جدًا أن محاولات استحمار الجماهير في زمن ثورة تكنولوجيا الاتصال والإعلام لا يأتيها ولا يفعلها إلا يائس عجز عن إحداث اختراق نوعي لفكر ومنهج الرئيس أبو مازن السياسي الوطني العروبي الإنساني وفهمه العميق ليس للصراع الفلسطيني العربي مع المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني وحسب، بل لمبادئ  وقواعد سلام في المنطقة لا تقل قيد شعرة عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران من عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
نحن الفلسطينيين لم نعد نخشى على أنفسنا كشعب ولا على قضيتنا فقد امتلكنا قرارنا المستقل، لكننا نحزن على (أولاد مراهقين) مازالوا مصممين على وضع بلادهم في مدار التبعية للقوى الاستعمارية الصهيونية، ونقول لهؤلاء انزعوا قلوبنا أولاً قبل أن تنالوا قرارنا الوطني، إننا لن نسمح لمستخدمي الدين والعروبة والوطنية باستخدام مقدساتنا وثقافتنا ووطننا، فمن يريد خدمة فلسطين كقضية حق والعروبة كثقافة والدين والإنسانية كسلام وتعايش فليس أمامه إلا الانتصار لفلسطين التي كانت وستبقى مركز الاستقرار والسلام  للعالم.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …