قراءة أولية لخطاب جو بايدن

قراءة أولية لخطاب جو بايدن ..

بقلم / المناضل كمال خليل إقليم حركة فتح امريكا

واشنطن 2020/8/21  شبكة فلسطين المستقبل
تابعت بعناية خطاب جو بايدن قبوله ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض معركة الرئاسة في نوڤمبر القادم ، والذي انتهى قبل لحظات
هذه ملاحظاتي ..
١- من حيث الشكل : خطاب مكتوب بعناية فائقة وتوازن دقيق بين الشخصي والرسمي .. وما بين العواطف والسياسات
الأداء : القاء رائع مشحون بالمشاعر بالمحطات التي تطلبت ذلك .. ووضع النقاط على الحروف بثبات السبابة او القبضة حيث دعمت لغة الجسد فحوى الفكرة ..
ملاحظة سلبية : تكرار جملة “انت تعلم .. you know
فإن عِلْم الخطابة يحذّر من استخدام العبارات المتكررة كتلك
٢- من حيث المضمون : لقد أجاد جو بايدن رسم صورة التناقضات والمقارنات الواضحة بين ظلام الواقع القائم ومخاطر استمراره لأربع سنوات قادمة من ناحية ، وبين تخيّل صورة النور التي وعد بها الشعب الأمريكي إن منحه فرصة الرئاسة من ناحية أخرى ..
أما بالسياسة ، أستطع تشريح الخطاب لمحورين رئيسيين :
السياسات المحلية (الوطنية) : فقد اصاب بايدن العديد من النقاط التي استهدفها بخطابه :
ذكّر بالرئيس أوباما .. ليغمز من زاوية ان عهد بايدن سيكون مزدهرا كعهد أوباما بالرغم من الكارثة الاقتصادية التي واجهها ..
وذكّر بالملايين من ابناء الشعب الامريكي الذين يشملهم الضمان الصحي الذي أقره أوباما والذي يحاول الرئيس الحالي تدميره..
من ناحية اخرى خفف من روع الامريكان الذين يخشون خسارة التأمين الصحي للمسنين وحماية نظام التأمين الإجتماعي ..
أخذ فايروس كورونا حيزاً هاما من الخطاب ووضع بايدن برنامجا منهجيا للتعامل مع الفايروس مختلف عن تخبط الرئيس الحالي ..
ومن باب الفايروس شبك الوضع الاقتصادي والتعليمي بمهنية عالية ..وضرب للشعب الامريكي وعدا بالسيطرة على الفايروس والعودة للاقتصاد الطبيعي ..
كما لم يغفل موضوع تغيّر المناخ ، وهي نقطة هامة حيث انسحب الرئيس الحالي من اتفاقية المناخ ..
بالسياسة الخارجية : كان لافتاً انها لم تأخذ حيزاً كبيراً من الخطاب ، ومر مرور الكرام على هيبة امريكا بالعالم وعدم السماح لروسيا بمتابعة طريقتها ..
الملاحظ ، انه لم يذكر كلمة “اسرائيل” أبداً .. لا من قريب ولا من بعيد .. وهو الذي صرّح بوضوح قبل حوالي عشرين سنة باحدى المقابلات التلفزيونية حيث قال “نعم أنا صهيوني ، وأفتخر”..
كما غابت قضية الشرق برمّتها الأوسط تماما عن الخطاب ..
فهو لم يَعد بإحلال السلام بالشرق الأوسط أو محاولة حل للقضية الفلسطينية ..
مع ان كلمته الاخيرة حيّا فيها الجيش الأمريكي ، ذلك لأن ابنه الذي توفي كان احد ضباطه ، ولكن بايدن لم يتطرق لسحب القوات من العراق ار افغانستان ..
كما لم يتطرق بأي شكل لموضوع الإرهاب ومحاربته ..
كما لاحظت انه لم يتحدّث سوى بجملتين عن نائبته وأشاد بشخصيتها دون استفاضة ..
اخيرا .. انه خطاب على الشاشة دون وجود جمهور .. مما اتاح له ان يقول كل ما يريد دون تقطيع .. واعطانا نحن المشاهدين فرصة التركيز بالمضمون دون الالتفات لردات فعل الجمهور ..
رأي أخير : بين الصهيوني العاقل بايدن وبين البغل الصهيوني الهائج ترمب وتاجر كل انواع البضاعة الفاسدة على المسرح الدولي .. فإن الخيار واضح أمامنا نحن العرب الامريكيين بحال قررنا المشاركة ..
لكني لست مع صرف قرش واحد بهذه المعركة ..
بالنهاية علينا شكر ترمب لانه كشف حقيقة السياسة الامريكية الخارجية على حقيقتها دون روتوش ..
وساهم بتعرية بعض النظام السياسي العربي الرسمي بعد ان أفرغ خزائنهم وكراماتهم ..

عن abdullah

شاهد أيضاً

رئيس البرلمان العربي يهنئ المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا وبرلمانا بمناسبة ثورة الملك والشعب

*رئيس البرلمان العربي يهنئ المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا وبرلمانا بمناسبة ثورة الملك والشعب* القاهرة …