1988/11/15 تاريخ مميز في مسار القضية الفلسطينية

1988/11/15 تاريخ مميز في مسار القضية الفلسطينية


بقلم / سعدات بهجت عمر

بيروت / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية
في ذكرى إعلان الإستقلال الذي أعلنه الزعيم الخالد ياسر عرفات من العاصمة الجزائرية يؤكد شعبنا الفلسطيني أن الصهاينة المحتلين خدعوا أنفسهم بأن أرض فلسطين خالية من السكان، وها هم في كل خطوة يخطونها منذ قبام “إسرائيل” تصطدم بواقع الوهم وأن اصطياد جوهر المسألة في أزمة الشك هو دور الصراع الحق الفلسطيني في بعث الشك بصعوبة إنضباط التطبيق الصهيوني في المنطقة ومحاولة السلام في معادلة واحدة.
إن غياب العربي وحضوره من الصراع يتمحور حول المشكلة. مشكلة الوجود وإن المسافة الشاسعة بين الحلم الصهيوني والوجود العربي اللاموجود نقلت المحتل الإسرائيلي الذي عَوَّضَ عن ضياعه في المكان الذي أتى منه إبداعاً في الزمان الإسرائيلي إلى مكانه العدواني المستمر ضد شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن وجوده ورئيسه المنتخب بالتهديد والوعيد، وضد العربي المرتبط بهوية النضال الفلسطيني على مسرح الجدارات والحضارات. إن الإستمرار في الحرب الدائرة المستعرة بالغمز واللمز لاستمرارية الإنقسام وتجسيد القطيعة بين شعبنا الفلسطيني الواحد كحل وحيد من وجهة النظر الاسرائيلية للمشكلة هو تدمير معنى العربي والعروبة، ومعنى ذلك انقلاب السحر على الساحر، ويعني نهاية الكيان الصهيونى في فلسطين مهما طال الوقت لأن هذا الكيان بلا جذور. حتى لو استؤصلت جهود السلام بالاستسلام فلن يخرج الكيان الصهيونى من الأزمة. أيَّةُ أزمة كانت قُوىً بازدياد الحصار بالجدار الرسمي العربي المجرم ألا وهو التطبيع لتقع الحروب الإسرائيلية مجدداً بين فترة وأخرى، ستأخذ صورة الهبَّات الشعبية وَتُطورها إلى انتفاضات متتالية في عالمنا الفلسطيني العربي أو إجتياحات إسرائيلية في الضفة الغربية كانت أم في قطاع غزة ستزيد من غزلة هذا الكيان الصهيوني دولياً، والنظام العربي الرسمي جماهيرياً على امتداد الوطن العربي الكبير. ً علماً أن جموع من يُطلق عليهم باليهود تم نفيهم من المجتمعات الأوروبية نفياً كجسم غريب، وحتى لو تم التوصل إلى سلام على شاكلة المهرولين المنبطحين للتطبيع لن يكون لهم وجود حسب وجهة سير المرحلة الجديدة بكل حيثياتها وحتى لو استطاعوا التكيف بعد مضي ما يقارب اربعة وسبعين سنة من معطيات المرحلة الجديدة هروباً من المأزق التاريخي. إن سيف التسلط الاسرائيلي قد تعرض للخدش في أكثر من مكان وموقع بدءأً من معركة الهوية الفلسطينية مروراً بمعركة الكرامة في 1968/3/21 وبانتصارات الجنوب الجنوب اللبناني وصولاً إلى معركة الدولة الفلسطينية من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بقيادة الرئيس أبو مازن وكلها تتوضح معالم فلسطينية، وإن مفترق الطرق الذي تواجهه تجربة المشروع الصهيوني في فلسطين أخطر تحد واجهته في تاريخها المزيف وإنها تقف الآن عند نهاية الحرب التي لا نهاية لها إلا بزوال الإحتلال والانقسام وعند بداية السلام الذي لا بداية له إلا بإظهار الحق الفلسطيني بتقرير المصير في الدولة والقدس وعودة اللاجئين.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …