في الطريق للحرية.. عش حمام ورمان وزعرور وحفل زفاف

في الطريق للحرية.. عش حمام ورمان وزعرور وحفل زفاف

رام الله 3-12-2021 شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

يامن نوباني

فيما كانت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات والأيام الأولى للتحرر البطولي للأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع فجر السادس من أيلول/ سبتمبر الماضي، تحلل بإمكانية قيامهم بعمليات مسلحة، وتعزز تواجدها على الحدود الفلسطينية الأردنية، والفلسطينية اللبنانية خشية خروجهم من فلسطين، كان هؤلاء الأسرى منغمسين في اكتشاف البلاد وتذوق خيراتها.

يعقوب قادري، أحد أبطال التحرر، يروي لمحامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في الذكرى الـ19 لاعتقاله، تفاصيل شيقة عن الأيام الخمسة التي أمضاها برفقة محمود العارضة، والذي أمضى حتى اليوم 26 عاما في سجون الاحتلال.

يلاحظ من رواية قادري، أن اللحظات والساعات الأولى للتحرر، كانت عكس تخوفنا الكبير عليهم، فبالرغم من تجنيد كافة أجهزة جيش الاحتلال وإعلامه والتكنولوجيا للبحث عنهم، كانوا يتجولون بين الحقول والبلدات وإن بحيطة وحذر شديدين، يتذوقون الفاكهة التي تصل إليها أياديهم، يتعبون ثم يستريحون، مشي ليلي متواصل إلى أمكنة أكثر أماناً، ورغم كل المخاطر التي واجهتهم، فقد كانوا سعداء بتلك الأيام التي عرفوا فيها طعم الحرية.

يقول قادري: “ما إن خرجت من عين النفق بعد خروج مناضل انفيعات ومحمد العارضة، وجاء بعدي زكريا الزبيدي، وخامسنا أيهم كممجي، وسادسنا محمود العارضة، حتى أصبت بالدهشة عندما شاهدت نفسي أقف خارج السجن، بلا قيود، ودون أصوات غليظة تنادي “عدد..عدد”، أبراج وسجانين، كاميرات مراقبة، كلاب بوليسية، تفتيش في الليل والنهار. كنت في حالة ما بين الصحو والنوم، قلت في نفسي: “هل أنا حر؟ أم أحلم؟ لا يا يعقوب.. أسأل وأجاوب نفسي.. لا يا يعقوب أنت حر، حقيقة”.

ويتابع: على الفور توجهنا لقطع شارع بيسان الملتصق بسجني جلبوع وشطة، ودخلنا قطعة أرض مزروعة بالقطن وهي بمسافة عدة كيلومترات قطعناها نهرول، نضحك، نتسامر ونقول لقد فعلناها أخيراً، ثم وصلنا بيارة بوملي تبعد حوالي 15 كيلو عن السجن، قمنا باستبدال ملابسنا وتناولنا أول طعام خارج السجن وهو حبات البوملي.

في حدود الفجر، يصل الأبطال الستة قرية الناعورة جنوب شرق الناصرة، يقول قادري: “استرحنا قليلاً في مسجد القرية وصلينا الفجر، شربنا الماء وغسلنا ملابسنا ومن هناك تفرقنا إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة مكونة من اثنين، خرجت ومحمود العارضة الى التلال والجبال القريبة من الناعورة ونحن متعبين، لكننا صعدنا أحد الجبال ودخلنا حرش به مزرعة كبيرة للأبقار، ومن باب الضحك قام محمود بطرح السلام على الأبقار “السلام عليك أيتها الأبقار، نحن أصدقاء، أنا ويعقوب، ولسنا أعداء، لا تحاولوا إيذائنا ولن نؤذيكم أبداً”، ضحكت وقلت لهن: “صدقن ما يقول فنحن أصدقاء ولسنا أعداء” فبدأت الأبقار بفسح الطريق لنا”.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …