كورونا تنجح بالتسلل لقطاع غزة ،، والشعب أمام التحدي الأكبر في معركة الوعي ؟؟

كورونا تنجح بالتسلل لقطاع غزة ،، والشعب أمام التحدي الأكبر في معركة الوعي ؟؟

بقلم /عبدالله نمر أبو الكاس

غزة 2020/8/26 شبكة فلسطين المستقبل

بالرغم من إتخاذ كل الإجراءات الوقائية والتدابير لمنع دخول وتفشي الوباء العالمي كوفيد 19 أو بما بات يعرف بفايروس كورونا المستجد إلى قطاع غزة خاصة وبعد إعلان الحكومة الفلسطينية ورصدها حالات مصابة في المحافظات الشمالية ودخول الفايروس إلى دولة فلسطين في شهر مارس آذار الماضي فعليا ، وما تلا ذلك إعلان حالة الطوارئ وفرض الإغلاقات للحد من تفشيه وسرعة انتشاره سواء في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ، وقد تم تسجيل عدة حالات في الضفة الغربية والقدس العاصمة سواء كان مصدر هذه الإصابات من بعض السياح القادمين لمدينة بيت لحم أوالعمال الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر أو من العائدين من الخارج ، فلقد اتخذت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن القرارات المناسبة بهذا الشأن وأعلنت حالة الطوارئ وخولت الحكومة الفلسطينية بتنفيذ حالة الطوارئ وتشكيل لجان لذلك ، وعلى إثرها اتخذت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة وبتوجيهات حكومية برئاسة الدكتور محمد إشتية ووزيرة الصحة وبالتعاون مع صحة غزة كافة الإجراءات واحكمت الاغلاقات على المعابر وأخضعت كل القادمين لغزة للفحص والحجر المنزلي والحجر الصحي وتم رصد عدة إصابات في قطاع غزة داخل مراكز الحجر الصحي والزم كل المصابين بفترة الحجر الصحي حسب البروتوكولات المعمول بها في منظمة الصحة العالمية .

ومع أن الإجراءات في قطاع غزة اتسمت بالصرامة والاغلاقات ومنع الاختلاط وحث الجميع على التباعد الإجتماعي وأخذ موضوع كورونا على محمل الجد دون الإستهانة فيه أو اللامبالاة ، إلا أن فايروس كورونا اللعين إستطاع أن يتسلل لقطاع غزة المنهك أصلا ،، هذا القطاع الذي يعيش سكانه أسوأ ظروفه المعيشية والحياتية من فقر وبطالة وضنك وانقسام وافتقار لأدنى مقومات الحياة فيه .

يوم الإثنين الماضي ٢٤/٨ صعق سكان قطاع غزة فور الإعلان بشكل رسمي عن وجود أربع حالات خارج مراكز الحجر الصحي وانقلبت غزة رأسا على عقب ولسان حال سكانها يقول أهذا ما كان ينقصنا ؟؟ ألا يكفي ما حل بنا من حصار ودمار وانقسام ،، ألا يكفينا أن لا كهرباء ولا ماء ولا دواء ،، فبعد هذا الاعلان وفرض حظر التجوال لمدة ٤٨ ساعة من قبل حكومة غزة على كافة محافظات القطاع بما يشمل تعليق العمل والدوام وكل مناحي الحياة ، ومطالبة كل من خالط العائلة المصابة في مخيم المغازي وإرتاد سوبرماركت الندى بضرورة التواصل مع وزارة الصحة وفرق الاستجابة السريعة وأن يلتزموا بالحجر المنزلي المؤقت لحين وصول الطواقم الطبية كي تستطيع تتبع الخارطة الوبائية ومحاصرتها قبل أن يفقد الجميع السيطرة ويقع ما لا يحمد عقباه .

كورونا في غزة اليوم أصبحت حقيقة وما حذرت منه جميع الجهات الرسمية وعملت على مواجهته بات واقعا جديا لا مفر منه ويحتم علينا أن لا نتهاون في شأنه أو نقلل من خطورته ، فكورونا الأن تحوم حول منازلنا وتقترب أكثر فأكثر منا ومن أطفالنا ،، فإما أن نحاصرها ونكافحها بوعينا واتباعنا كل طرق الوقاية والتعليمات الحكومية والصحية الصادرة من جهات الإختصاص كي نخرج منها سالمين ، أم هي من سيحاصرنا ويقتلنا ويقتل أطفالنا بتعنتنا وطيشنا وهو ما سيفقدنا أحبتنا بسببها ؟؟ فهل نسمح للوباء بالتجول كما يحلو له في غزة ؟؟ .

الرهان اليوم عليكم وعلى وعيكم ،، والمعركة لكم ،، والتحدي أمامكم ؟؟ وإن لم تتحدوا الكورونا ، فلا تلومن إلا أنفسكم ولا ينبغي لكم تحميل غيركم مسؤلية استهتاركم وفشلكم ،، فالمسؤولية مشتركة وتقع على عاتق الجميع أفرادا وحكومة ومؤسسات وجهات اختصاص ،، وإلا ستندمون إن لم تأخذوا الأمر على محمل الجد ، يوم لا ينفع الندم .

وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نتضرع لله عز وجل ونسأله العلي القدير ،، أن يصرف عنا هذا المرض ،، ويسلم غزة وشعبها المكلوم والمغلوب على أمره من شر الوباء والبلاء ،، وأن يحفظنا ويحفظ أبنائنا وذويكم من أي مكروه .

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …