قناة الجزيرة ،، لا قواعد مهنية تتبعها ،، وتدخلها سافر في الشأن الفلسطيني ،، وفوق كل ذلك تتبجح في الرد على رسالة وزير الإعلام ..

 

 

*قناة الجزيرة ،، لا قواعد مهنية تتبعها ،، وتدخلها سافر في الشأن الفلسطيني ،، وفوق كل ذلك تتبجح في الرد على رسالة وزير الإعلام ..*

 

*بقلم / عبدالله نمر أبو الكاس ،،*

غزة – شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

 

➖➖➖

 

*من جديد تُظهر لنا قناة الجزيرة القطرية وتؤكد على سياساتها ومواقفها العدائية الواضحة التي تنتهجها ضد السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح في عملها الصحفي ،، دون مراعاة لأي من القواعد المهنية وأصول العمل الصحفي والإعلامي ،، حيث شاهد ولاحظ الجميع وخلال العدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير على مدينة ومخيم جنين ،، كيف حاولت إحدى مذيعات القناة استدراج مراسلها ومدير مكتبها في فلسطين الصحفي القدير وليد العمري وجره عبر البث المباشر لنهج وسياسة الجزيرة العدائي تجاه السلطة وفتح ،، بهدف تأليب الرأي العام والشارع على السلطة الفلسطينية خدمة لخصوم فتح ،، بزعم أن هناك أحداث وقعت تُعبر عن حالة غضب من السلطة الفلسطينية وأدائها ،، خلال تشييع جثامين الشهداء ،، وما كان من الصحفي الوطني وليد إلا أن قطع عليها الطريق ،، ولم يذعن لتلك السياسة الخبيثة ،، وتحدث بمهنية عالية لم ترق للمذيعة ولا لإدارة القناة ..*

 

*هذه المحاولة اليائسة والخبيثة استفزت السواد الأعظم من جماهير شعبنا واعتبروا ما جرى فتنة وتحريض على الإقتتال ،، وهو استكمال للدور التخريبي والتوتيري الذي تنتهجه تلك القناة وبدأته منذ نشأتها ،، والتي يفترض منها أن تقف مسافة واحدة من كافة أطياف الشعب الفلسطيني ،، وأن لا تكيل بمكيالين لدى أي طرف فلسطيني ،، وعلى الاتجاه الأخر لاقى الرد الموضوعي للصحفي وليد العمري ارتياح شديد من عموم شعبنا لما حمل ذلك الرد من مصداقية وحيادية متوازنة ..*

 

*إثر هذا التدخل السافر لقناة الجزيرة القطرية في الشأن الفلسطيني بشكل عام ،، وما جرى من حالة الاستنكار والغضب الشديد لما جاء في تغطية قناة الجزيرة للعدوان على مدينة جنين ،، وتغطية تشييع جثامين الشهداء ومحاولاتها تشويه دور السلطة على وجه الخصوص ،، والتقليل من تصدي حركة فتح ومقاتليها وعناصر الأمن خلال العدوان على جنين ،، وجه وزير الإعلام ونائب رئيس الوزراء الأخ نبيل أبو ردينة رسالة إحتجاج لإدارة قناة الجزيرة القطرية ،، وللدور السلبي الذي مارسته ولازالت تمارسه ،، باستغلالها لبعض الأحداث بين الفينة والأخرى للنيل من السلطة وفتح ،، حيث قال في رسالته إن” قناة الجزيرة قد تجاوزت قواعد العمل المهنية فيما يتصل بمعالجة الملف الفلسطيني وتغطية أخبار فلسطين ،، خصوصا خلال تغطيتها عدوان الاحتلال الأخير على مدينة جنين ومخيمها ،، وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال عدم التوازن وعدم الالتزام بالموضوعية التي تفرضها مهنية العمل الصحفي عند التعرض للوضع الداخلي الفلسطيني ،، معتبراً أن تغطية الجزيرة للأوضاع في فلسطين “من شأنها المساس بالسلم الأهلي والنسيج المجتمعي ،، وهو ما يتعارض مع الأنظمة المعمول بها في دولة فلسطين ..*

 

*مما لا شك فيه أن إنطلاق قناة الجزيرة القطرية عام 1996وبماكينات ومعدات إعلامية ضخمة تضاهي العديد من القنوات العالمية ،، بل وتتفوق على كثير من القنوات الأخرى العاملة في المجال ذاته ،، كذلك شبكة مراسليها الواسعة والمنتشرة حول العالم ومقراتها ومكاتبها ومصروفاتها ولوازمها ورواتب موظفيها،، كلها شبهات حامت وتحوم حول حقيقة دورها وأهدافها ،، وطبيعة عملها ،، وسط تساؤل مهم ما الأهداف الحقيقية للقناة والغير معلنة؟؟ خاصة بعدما انحرفت عن أساسيات ومبادئ وقواعد العمل الصحفي والإعلامي ،، كالدقة والموضوعية والمصداقية ،، والحيادية ،، وهو ما تم ترجمته فعلياً وبشكل واقعي وملحوظ من خلال انحيازها الواضح والفاضح خلال تغطيتها الإعلامية لبعض الأحداث والتطورات حول العالم ككل ،، ومن حولنا في المنطقة العربية والإسلامية على وجه الخصوص ، حيث كانت تميل لأطراف وجماعات على حساب أخرين وفق أيديولوجيات محددة ،، كتنظيم الإخوان المسلمين وتبني وجهة نظرهم ،، وتوجهاتهم والدفاع عنها ومناوئة كل من يتعارض معهم كما حدث في جمهورية مصر العربية ،، قبل وبعد سقوط نظام مبارك ،، وخلع الرئيس مرسي ،، وانتخاب الرئيس السيسي ..*

 

*التدخل السافر كان ولازال مستمر لقناة الجزيرة القطرية في الشئون الداخلية لدول عربية كثيرة وليست دولة فلسطين فقط ،، وما مارسته هذه القناة أفضى إلى زعزعة استقرار بعض الدول العربية ، وساهمت في إسقاط أنظمة حكم للبعض الأخر ،، وفتت نسيج مجتمعات ،، ودمرت اقتصادات ،، وتسببت كثيراً في سفك وإراقة الدماء والقتل ،، من خلال برامجها وفتاوي مشايخها عبر استديوهاتها ، خاصة في قضية ما اطلقت عليه ووصفته بثورات الربيع العربي ..*

 

*وفي الشأن الفلسطيني وكون فلسطين من الدول العربية نالها ما نالها من تلك الممارسات سيئة الصيت ،، وإن غطت قناة الجزيرة بعض الأحداث الجارية في فلسطين والصراع مع المحتل الإسرائيلي ، فذلك لا يعفي القناة من ما تمارسه معنا كفلسطينيين ،، وكنا نتمنى عليها أولاً أن توقف التطبيع الإعلامي مع كيان الإحتلال وترفض استضافة أي صهيوني عبر شاشاتها ،، وأن تمنح دور لقناتها الناطقة باللغة الإنجليزية لفضح ممارسات الإحتلال وجرائم بن غفير وسموتريتش ضد الشعب الفلسطيني ،، وأن تسلط الضوء على الاحتجاجات الإسرائيلية الجارية والمتصاعدة ضد الحكومة الصهيونية المتطرفة ،، وتخصيص مساحة ليرى العالم ديمقراطية الإحتلال المزعومة ،، ولماذا لا تتعامل أيضاً قناتها بالإنجليزية فيما يحدث في دولة الإحتلال ،، كما تعاملت مع ما أسمته ثورات الربيع العربي ،، كما كنا نتمنى أيضاً أن تقف على مسافة واحدة من كل أطياف وفئات ومكونات الشعب الفلسطيني ،، وأن لا تتبع معايير مزدوجة في تقاريرها وبرامجها المتعلقة بقضيتنا الفلسطينية ،، ولا أن تُظهر انحيازها لطرف على حساب أخر ،، فكثيراً ما تدس السم في الدسم وتحاول من خلال تغطيتها لأحداث فلسطين أن تؤلب الرأي العام الفلسطيني على السلطة وفتح ،، فتارة تخرج علينا بتقارير مشبوهة ومحرفة ،، وتارة ببرامج تحريضية كبرنامج ما يسمى ما خفي أعظم ،، والذي استهدفت بعض من حلقاته السلطة الوطنية محاولة ضرب النسيج الاجتماعي والأُسري ،، عندما تناول قضية وفاة المواطن نزار بنات حين اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية ،، محاولاً تسليط الضوء على الحادثة بأنها عملية تصفية واغتيال للتحريض والتأسيس للفوضى والفلتان الأمني ،، كذلك البرنامج ذاته الذي كان السبب الرئيسي وراء تصفيات كثيرة لنشطاء المقاومة ،، ومطلوبين فلسطينيين ،، حيث قدم معلومات مجانية للعدو الصهيوني مكنته من الوصول للبعض منهم وإغتالهم جيش الإحتلال كما حدث في نابلس وجنين ..*

 

*فوق كل ذلك شبكة الجزيرة الإعلامية وفي معرض رد إدارتها على رسالة وزير الإعلام الفلسطيني ،، وبدلاً من مراجعة سياساتها وتدخلاتها السافرة في الشأن الفلسطيني يتبجح مسؤليها بالرد على الرسالة زاعمين أن رسالة الاحتجاج لا تتضمن حادثة محددة بذاتها يمكن مراجعتها وتقييمها ،، واعتبرت الرسالة بانها اتهام لقناة الجزيرة بعدم التزامها بالمعايير المهنية ،، وتتبجح إدارة القناة بأنها مستمرة بنهجها ،، ولن تغير الخط التحريري ولا سياساتها نتيجة لأي ضغط أو تهديد من أي جهة كانت ..*

 

*أمام هذا التبجح ،، واللا مبالاة التي تعاملت بها قناة الجزيرة وضربت بعرض الحائط رسالة الاحتجاج الفلسطينية ،، يجب على وزارة الإعلام الفلسطينية ،، والحكومة الفلسطينية أن لا تتهاون في الموضوع ،، ووضع حد لتلك الممارسات والتدخلات المشبوهة للقناة والتي تضع علامات استفهام كثيرة حول تدخلها ،، وأن لا تسمح لها بالعبث بالمجتمع الفلسطيني والإضرار بالسلم الأهلي والمجتمعي ،، والمساس بالمشروع الوطني ،، حتى ولو كلف ذلك الأمر إغلاق مكاتبها في دولة فلسطين ،، ما لم تعيد حساباتها من جديد ،، وتتعهد بأقل القليل بالعمل وفق القواعد الأخلاقية وأصول العمل المهني والصحفي ..*

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …