هذا ليس حباً ..

شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

الكاتب/ نهاد الحناوي
يبدوا أن اجتياح العالم الإفتراضي لحياتنا قد أوجد أمراضاً نفسيةً كثرت لدى العديد ، و هي تحتاج إلى تشخيص حقيقي ، و تحتاج إلى علاج و إن وجد ، فالكثير منهم أصبح لا يدرك ما يصدر عنه من أفعال ، و لا يفسر ما يقابله الآخرين من الحب ، فاختلاط الكذب و النفاق مع قليل من الدوافع النفسية المرضية لدى البعض ، قد أفقدته التمييز بين الشعور و اللاشعور .
فالشاب المراهق يحتاج الى الكثير من الإهتمام و العناية و تعديل مستمر للسلوك ، مع متابعة عن بعد لتقييمه ، و تقويمه ، و حتماً هذه الرعاية المستمرة يحصل عليها من كبار السن ممن خاضوا تلك التجارب ، فما بالنا في كبار السن ممن أصيبوا بالمراهقة المتأخرة في آواخر العمر و خواتيمه .
تبقى الروح شابة و لا تشيب إن هذبت ، و لا يشعر الإنسان بالتقدم بالعمر رغم إشتعال الرأس بالشعر الأبيض أو تساقطه ، و لكن إن بقي كبير السن يمارس تلك الطقوس الشبابية من تلك المراهقة ، فهذا يعني حاجته الى علاج نفسي إن أمكن ، أو الحذر منه و هذا أوجب .
فقد يعتقد البعض منهم ، أن بعض المجاملات العاطفية من صغيرات السن تحمل في طياتها الحب ، و هذا اعتقاد مرضي خاطئ ، و قد يشعر مدرس ما في إحدى الحقول التعليمية أنه يحصل على الكثير من الدلال منهن لشبابه أو وسامة وجهه ، حتى ينتاب البعض شعوراً بإمتلاكهن ، فتلك الإبتسامات العابرة و إن رقت ، لا تحمل في طياتها الميل و لا الحب ، فمنهن من تحمل الحاجة لشئ نفسي ما مفقود في حياتها ، و منهن من تحمل الحاجة لمصلحة ما تسعى للحصول عليها ، و منهن من تعاملك ككبير يستحق الاحترام ، و هنا من تعاملك برفق ، و هنا المصيبة ، و فالرفق لكل الكائنات .
على الفرد أن يدرك ، بل و يقيّم ما يقابله من تصرفات و سلوكيات مختلفة ، فلا يقيّم الإنسان بناءً على منصبه أو هندامه ، فالأشخاص يجيدون التمثيل خارج منازلهم ، و يٌظهر العديد منهم الكثير من النواقص في نفسه للآخرين ، فغالباً ما يظهر الرجال بالرقة في معاملة النساء ، و تشعر النساء ببعض الدلال من الرجال ، فالشخص في ثوب العمل يختلف حتماً على ملابسه البيتية ، و هذا لكي سيدتي أن تعيه أيضاً ، فلا يقارن البيت بالآخرين ، فما نشاهده خارج بيوتنا ما هو إلا تطبيق عملي للعالم الإفتراضي و الذي يعيشه العديد منا .
حافظوا جميعاً على بيوتكم ، و إحفظوا ماء وجوهكم ، فكل ما يفقده الفرد في بيته ، حتماً سوف يبحر في البحث عنه خارج البيت .
نهاد الحناوي .

 

عن Allam Obaid

الصحفي علام عبيد

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …