مقال:رائحة الموت في كل مكان..

 

غزة:شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية:-

كتب الأستاذ/ نهاد الحناوي،،

عدت تلك السنة المليئة بالأحداث و الآلام ، و قد إستقبلنا عامنا الجديد و قد دعونا الله أن يغاث فيه الناس ، و يا ليت من بعد ذلك يعصرون ، فأقدار الله تمضي علينا شئنا أم أبينا .
عدت تلك السنة و التي كثرت فيها الهموم و إنتشر فيها الوباء ، و فاحت رائحة الموت في كثير من الأماكن .
عدت تلك السنة و قد أبتلينا بشئ من الخوف و الجوع ، و نقصت الكثير من الأموال على العديد منا ، و إقتحم الموت الكثير من البيوت و خطف الكثير من الأنفس ، و يا فوز الصابرين في ذلك .
ما أن نستيقظ من إضطرابات النوم و تقلبه بين النهار و الليل حتى تستقبلنا مواقع التواصل الإجتماعي بفقدان الكثير ، و صرنا نعزي أنفسنا بمنهجية تلك المواقع ما بين النسخ و اللصق ، فقد وصلنا إلى ما كنا نعتقد قديماً أنه غريب ، وصلنا إلى تبادل الأحزان عبر تلك المواقع .
هل بات الموت يخطف الكثير من أحبتنا و الذين نعرفهم ، أم بتنا أسرى لتلك المواقع و التي كثر فيها تعداد الأصدقاء علينا ؟
القاسم الوحيد و الذي يشترك فيه أهل القطاع في ذلك أننا تعودنا على الصبر و الآلام ، فلم يعد الموت و لا الحروب تخيفنا كثيراً ، بقدر ما تحزننا آلام الصغار و مستقبلهم المجهول .
الموت أصبح حالة عابرة في غزة ، بل أمسى عند الكثيرين أمنية للخلاص من ثقل الهموم ، فنحن على إستعداد دائم للموت ، فالموت و أسبابه متعددة كما نعرف ، و لكن اليوم أصبح الوباء يخطف أرواحنا ، لا الحصار و الحروب كما تعودنا .
لقد أعاد الوباء العالم الى سالف عهده ، الى العصور السابقة ، فقد تعلمنا ذلك في كتب التاريخ و إن صدقت ، فالتاريخ يكتبه الساسة بدماء الفقراء ، لا الأحداث و الوقائع من كتبته .
الموت كان يحصد الكثير بفعل الأوبئة و الأمراض قديماً ، و اليوم و برغم ذاك التطور المنشود ، فقد إستطاع هذا الوباء إلى إحداث خلل كبير في النظام العالمي ، و هنا تغيرت الكثير من الحسابات أيضاً ، فقد أصبح الموت قريباً من الجميع و إنتشرت رائحته في الأجواء ، إذن علينا أن نرجع إلى الله و نراجع الكثير من الحسابات قبل أن يطرق هذا الزائر الغير مرحب به باب أحدنا .
لقد خطف الموت الكثير من الأحبة ، و إن لم يكن فمن الأصدقاء ، و ممن إعتدنا أن نراهم في هذا الفضاء الأزرق ، فقد إعتدنا قديماً على موت الكبار و العجزة ، و اليوم نسمع و نرى صوراً و أشكالاً من الموت ، و سؤالنا الأول عن عمره ، و سبب وافته ، فقد خطف الموت الكثير ، و تسارعت علينا أنباء الوفيات كثيراً .
إن فاجعة الموت و إن كانت عابرة عند البعض ، فهي مؤلمة لمن فقدوا ، فالحزن و الذي ينتاب البعض منا ، قد يستقر لسنوات في تلك البيوت ، فالموت يذهب بصاحبه إلى رحمات الله ، و يذهب بأهله إلى ألم الفراق و الذي يتفاوت بين أحبته ، و من رحمات الله علينا في تلك الفاجعة بأن يسكن الصبر في قلوب الفقيد ، و نشعر كثراً بتلك الأوجاع أكثر من أهله ، فالمواساة و الوقوف الحق ، و متابعة من فقدوا عزيزاً لها أثرها العظيم على أهل الفقيد ، و تلك من رحمات الله .
يبقى أملنا في الله عز و جل ، و آمالنا معلقة في أي تغيير ، لعله يمحى قليلاً من تلك السنوات العجاف ، و يأتي هذا العام بالخير ، فلم تمر على الناس أحوالاً بهذا السوء ، فقد تعددت الأسباب في الموت علينا ، و مات الكثير من الجميل في حياتنا ، و بتنا نحلم في الماضي و نحن إليه ، ففيه الكثير من الصور و التي فقدناها اليوم ، فلم نعد نراهن على الحلم بالمستقبل .

عن ali tuama

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …