مقالة هامة جد جدا حول” إغتيال الشخصية مع فقدان الحقائق، والفرق بين النقد والإستهداف وإختلاق الجرائم والأقاويل والتشنيع والإشاعات” .

24 يناير 2021

رام الله _ فلسطين المستقبل
أحييكم بتحية الأخوة ملؤها المحبة والمودة ،،
في الواقع، تشكل ظاهرة إغتيال الشخصية، معلما بارزا وسط الحركة السياسية، والإجتماعية في مجتمعنا العربي، وتحديدا في مجتمعنا الأردني، وهى وان كانت ظاهرة عامة، نجدها نقيض النقد البناء، وإغتيال الشخصية سواء للفرد أو للمؤسسات الوطنية، هى مجموعة من الممارسات والتصرفات الهجومية، التى ترمي الى تصفية الشخص الناحج إجتماعيا وسياسياً، لا تعتمد على التحاور معه، أو معرفة مواقفه الوطنية، وتستخدم فيها الإشاعة والتشنيع والإتهامات المجانية، التى تتعلق بشخصه وامانته واخلاقه ودوافعه، من ناحية، ومحاولة اغتيال إنجازاته من ناحية أخرى، كما يتم فيها إستخدام نصف الحقائق المعلنة، والأكاذيب والروايات الملفقة، وغير المثبتة” تعرف بإختلاق الجرائم” ، وجهل في المعلومات، كل ذلك بقصد إغتيال شخصية الخصم، وتصفية مصداقيته، وحرق نجاحه، وصورته الإجتماعية المبهرة فى الحياة العامة، والأنكى والأدهى، إذا ما كان ذاك الفاعل فاسدا ومتشدق في الإنتهازية.
واذا كانت ممارسات إغتيال الشخصية، والتى تندرج تحت بابها اساليب الدعاية السوداء، تعتمد فى الغالب على قنوات غير رسمية، وعلى تسريب الإشاعة وترديدها شفهيا وإعلاميا، خاصة فى ظل غياب لآليات الديمقراطية ولادارة الصراع، وتحت ظل الآراء، التى ترى فى مخالفة للرأي تكتلا وإنقساما وتخريب، ولا تكون هناك من وسائل لإدارة الصراع شريفة وواضحة، وتصبح وسائل إغتيال الشخصية والمؤتمرات، وتصيد الأخطاء والعزل الإجتماع هى الوسائل الآساسية لآبعاد الخصوم .
ولقد أدت حملات إغتيال الشخصية،التى مورست في فترات سابقة، إلى تشويه سمعة العديد من الأشخاص، دونما ذنب آرتكبوه، والى تعميم إختلاقات وتاييدها لمدة سنين طويلة، والى حالات عزل قاسية تعرض لها أبرياء، والى نتائج مأساوية من ردود الفعل والاكتئاب، والمرض النفسى أو العزلة او الإنتحار، كما إدت فى حالات كثيرة الى ابعاد الشخصية المستهدفة، من مجال العمل العام، وضرب مصداقيته، وتقليل تأثيرها السياسى والإجتماعى، وأن من يعمل على ذلك قد اضافوا اليها اساليب جديدة، وخصوصا ما يتعلق بالتشكيك فى أخلاقيات وسلوكيات الشخصية المستهدفة، وفي ظل غياب الوعي برز مسألة التشكيك واطلاق الإشاعات والفبركات، للنيل من سمعة شخصيات وطنية كانت في مواقع المسؤولية، أو أنها نذرت نفسها للخدمة الوطنية والقومية والدينية، وخدمة الوطن وقضاياه يشهد لها القريب والعيد والقاصي والداني، بانجازاتها الوطنية، ونظافة يدها حيث يتم تشويهها بالإشاعات المغرضة، التي تسعى الى إسقاطها سياسياً وإجتماعياً، وليس نحو تحقيق المصالح الوطنية.
ومن الجدير بالذكر، أن هنالك فرق كبير ما بين النقد، والإغتيال خاصة تلك الإشاعات المبنية على الاقاويل والأكاذيب، ولا يوجد ما يثبتها من ادلة وبراهين ، وان الأشخاص الذين يعملون بالعمل الوطني ما دام انه قبل بالمسؤولية، فهو سيكون تحت المجهر والمراقبة، والنقد البناء، الذي يسلط الضوء على التجاوزات والأخطاء التي تصب في مصلحة الوطن، اما إغتيال الشخصية، فهو بدون شك يحمل بين طياته الإساءة المباشرة إلى الشخصيات، لأنه ببساطة يتجاوز الأعراف ودرجة القبول والقبول والرأي والرأي الآخر ،إلى الطعن بشرف وكرامة الشخصية، ونتائج ذلك السلبية وانعكاساته الخطيرة على الوطن، خاصة في ظل غياب تشريعات واضحة تتصدى لهذه الظاهرة بكل حزم وجدية.
والسؤال الذي يطرح الآن، ونحن نعيش فترة البحث عن إغتيال الشخصية وإختلاق الأقاويل والإشاعات دونما مهنية مسؤولة ، ما هو دور الدولة فى حماية الشخصيات الوطنية من إغتيال الشخصية أو من الإستهداف بإختلاق الجرائم ونحوها، سيما في ظل كشف الحقائق ومع عدم كفاية الأدلة ، سؤال بريء يبقى مفتوحا للإجابة أو التعليق؟؟؟ .
والله ولي التوفيق. توقيع المستشار عبد الناصر نصار.

عن Montaser Abu Rukba

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …