طحن الانتخابات..(3) التشريعي…والمرشحين..! بقلم :- ناصر نمر عياد

24 يناير 2021

رام الله _ فلسطين المستقبل

يستمر الطحن في موضوع الانتخاباب بعد اصدار المراسيم الرئاسية بمواعيدها…واولها طبعا انتخابات التشريعي..وعلى ما يبدو ومن خلال متابعتي ان جل ما يهم الناس اسماء المرشحين ومن سيكونوا وكيف سيتم اختيارهم…وهي اسئلة مشروعة خاصة وان الاطار الوطني الاكبر الذي تمثله حركة فتح لم يستطع على مر السنين وضع آلية مناسبة وديمقراطية وذات معايير دقيقة ترضي الجميع تتيح لقواعد الحركة المساهمة بشكل فعلي ومباشر في اختيار من يمثل الحركة في التشريعي، كإعتماد الانتخابات التمهيدية الداخلية مثلا او ما أٌصطلح على تسميته “بالبرايمرز” كما تفعل معظم الاحزاب العريقة في العالم.
نعم نحن امام اختبار كبير ومشهد مرتبك تتجلى فيه المسؤولية الحقيقية في مواقف العديد من الحريصين والغيورين من جانب ،ومن جانب آخر وللاسف تغلب المصالح “الشخصية”وتحركات “تلميع” الذات على مواقف بعض الطامحين الى اضافة مسمى ولقب جديد لمسمياتهم القيادية العديدة التي يحملونها اليوم او حملوها سابقا ، وهؤلاء ممن ينطبق عليهم المثل المعروف في “كل عرس له قرص”.
ويضاف الى المشهد تحركات اصحاب الاجندات المشبوهة الذين يعرفون ان فرصتهم بالتأثير على مجريات الامور لن يكتب لها النجاح في ظل وضع صحي ومنظم وعصي على الاختراق، لذلك تجدهم اشد الناس حرصا على الفوضى واطلاق الشائعات والتحريض وخلق البلبة بين الناس وسلاحهم بذلك تسليط الضوء على الاخطاء ونقاط الخلل الموجودة فعلا، وهؤلاء الناس هم من ينطبق عليهم باصحاب “قول الحق الذي يراد به باطل”.
وفي المقابل هناك الاغلبية الساحقة من قواعد وكوادر ومناصري الحركة الغيورين فعلا والذين لا هم لهم سوى ان تخرج الحركة بافضل ما عندها من كفاءات ومناضلين قادرين على حمل الامانة ،وهؤلاء في ترقب وحذر لكل ما يجري..!
نحن فعلا امام واقع صعب وندرك جميعا ان لا احد يملك عصا سحرية لانتشالنا منه والوصول بنا الى الوضع المثالي الذي نتمناه ،ولكننا نملك امرا متاحا وهو دعوة القيادة والرهان على حرصها بان تكون مهمتها الاولى (تحديد من يجب ان لا يترشح من قيادات الحركة) قبل ان تحدد من يترشح، خاصة من اعضاء اللجنة المركزية والثوري واعضاء التشريعي والوزراء السابقين وغيرهم، واذا تم ذلك فعلا سنتخطى عقبات كثيرة وستتاح الفرصة امام كفاءات جديدة لا تحمل “صفاة قيادية” اخرى لتأخذ مكانها في خدمة شعبنا.!
ولمن يطمح بالترشح اسأله لماذا تريد الترشح..؟!…
فاذا كانت تساورك الرغبة بالترشح فعلا يجب ان تدرك اولا وقبل اي شيء ان المجلس التشريعي ليس منصة للزعامة بل ورشة عمل لا تكل ليلا او نهارا ،وان تدرك ان مهام المجلس سن القوانين والتشريعات والرقابة على اداء الحكومات وليس استعراض القدرة الخطابية وإجادة فن الفهلوة .
ويجب ان تدرك ايضا ان عضو المجلس التشريعي لا يستطيع تحريك جرافة حكومية لشق شارع .
وهل تدرك يا من تفكر بالترشح ان المجلس التشريعي البالغ عدد اعضائه 132 عضوا لا يقرر في مصير القضية الفلسطينية لان اعضائه هم اعضاء طبيعيون بحكم موقعهم في المجلس الوطني البالغ عدد اعضائه 759 عضوا وهو البرلمان الممثل لشعبنا في اطار منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الولاية السياسية على قضية فلسطين، وان اعضاء التشريعي لا تتخطى مسؤولياتهم التشريعية والرقابية مناطق السلطة الوطنية ،وان رسالة عضو المجلس التشريعي الاساسية تقوم على تحصين وتقوية جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية لتعزيز صمود شعبنا والنهوض بوضعه اقتصاديا وصحيا وتعليميا وحماية حرياته العامة والخاصة في اطار معركة التحرر الوطني للاستقلال والخلاص من الاحتلال.
وفي الختام اعرف حجم ثقل المسؤولية التي تواجه اصحاب القرار والوضع الصعب الذي سببه غياب الانتخابات التشريعية ل15 عاما ،وما تركه ذلك من ترسبات سلبية على ساحتنا ، لذلك لست واهما او مثاليا ،وكل ما اتمناه كما يتمنى الالاف مثلي ان تُوفق قيادتنا واصحاب القرار ويلهمهم الله للوصول الى قائمة مرشحين من الكفاءات والمناضلين وتوافقات وطنية وفق آليات ومعايير نموذجية لتكون انتخاباتنا نصرا لفلسطين وصفحة مشرقة تتيح لشعبنا مستقبلا انجاز بناء مؤسساته الديمقراطية التي تُمهد لاختيار الاصلح والاكفأ والتي تختصر علينا خوض مثل هذا الاختبار الصعب و الارباك الذي نعيشه اليوم..!!

عن Montaser Abu Rukba

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …