الكتاب الثالث للأخ القائد”شعث” في طريقه للصدور

رام الله/ شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية
بقلم: د.م. حسام الوحيدي
خلال أزمة جائحة كارونا “كوفيد – 19” إبتداءً من شهر آذار / مارس للعام المنصرم حتى قُبيل أشهر قليلة مضت ، إنعزل البشر في بيوتهم ، وإنعزل الاخ القائد الأُممي الفلسطيني والدولي ،الممثل الخاص لفخامة الأخ الرئيس “محمود عباس” ونائب رئيس الإشتراكية الدولية البروفسور الدكتور “نبيل شعث” ، إنعزل قائدنا في مكتبه بين كومة كبيرة من الأوراق والكتب والمذكرات والصور ، تأبط مُذكراته ، إمتشق صاحب الحنكة والحكمة والذكاء والدهاء قلمه ، مرفوع القامة يمشي متأبطاً مشروع دولته ، ببصر متألق وبِحلم يتحقق وبِخطى ثابتة ، بدأ يكتب كتابه الثالث بعنوان “العودة إلى الوطن”.
ولكن ما نَغص عليه وأرهق مضاجعه في أثناء إنهماكه في الكتابة ، هو ما حدث في العاصمة اللبنانية “بيروت” وتحديداً إنفجارآت “مرفأ بيروت البحري” قبل أشهر قليلة مَضت ، وكتب يقول :قلبي وعقلي ومشاعري كلها مع بيروت وشعبها ، قضيت ليلة صعبة من الألم ، بيروت هي مدينة أمي وأهلي وأحبائي وأعز أصدقائي وأجمل مدينة عرفتها ، هي عزيزة، عشت فيها أجمل الأيام وشاركت “أبوعمار” على ثراها الطيب ، حيث احتضننا شعبها وشاركنا في معارك البطولة والتضحية ، وحيث انطلقت مؤسسة “تيم” العزيزة الى قلبي منها ، كانت ليلة أمس من أصعب وأشقى الليالي التي مرت علي وأنا أرى دمار بيروت حبيبتي ، وقلبي ينتفض ألماً وخوفاً على أهلها وأحبائي فيها ، كلنا بقلوبنا وعقولنا وأحاسيسنا مع بيروت وأهلها لبنانيين وفلسطينيين ، حمى الله بيروت وأحباءنا فيها.

وكذلك ، ما نغص عليه وأرهق مضاجعه بحرارة ما كُتب على الصورة المرفقة لهذه المقالة “لا يمكنني تصور أن مصر تسجن إبني لأنه يُطالب بمقاطعة الإحتلال” ، وكذلك لم تكن تتصور او حتى تتوقع والدة الأسير سجين الكلمة والرأي “رامي نبيل شعث” ، هذه السيدة المصرية العظيمة لم تكن تتوقع أن يكون فلذة كبدها إبنها الحبيب سجيناً في بلدها الحبيبة “مصر” لأنه قال كلمة ، وإليكم هذه المقتطفة عن هذه السيدة العظيمة .

هذه المقتطفة تقول : صوره مشرفه للمرأة المصريه من مدينة “أدكو” المصرية // الاسم : “صفاء حسين زيتون” تنتمي جذورها التاريخيه لمدينه أدكو المصرية ، تخرجت من جامعه الاسكندريه ، نجحت صفاء زيتون في أن تصبح نموذجا إيجابيا للمرأة العربية الطموحة التي اجتازت العقبات في ظروف بالغه الصعوبة ، حيث حياتها رغم قصرها فيها اجتهاد للمرأة المصريه والعربيه وكان لها أدوار متعدده داخل البيت وخارجه ، لقد كلفت بمسؤليات جسيمه في اداره مؤسسه ودار الفتي العربي تتابع وتراقب أدق تفاصيل العمل التأليف والطباعة والنشر، دخلت النشاط الاجتماعي من خلال التجمعات النسائية للجمعيات الخيرية خاصه بعدما ألغت المحكمه الدستورية العليا في مصر قانون الأحوال الشخصية ، تعرفت على زوجها المناضل الفلسطيني الدكتور “نبيل شعث” عضو المجلس الوطني الفلسطيني وأصبحت مهتمه بالقضية الفلسطينية وكان لها دور بارز في نصره القضيه الفلسطينية مع زوجها الدكتور “نبيل شعث” وكلفتهما القيادة الفلسطينية بمهمة رسمية بالأمم المتحدة في منتصف السبعينات واختارها الرئيس “ياسر عرفات” قائد الثورة الفلسطينية ممثله شرعيه للشعب الفلسطيني وكان لها دور بارز في نصره القضيه الفلسطينية ونجحت في جعل المنظمة الدولية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وقد أصبحت هى الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وقد أصدرت عده كتب تحكي مأساة الشعب الفلسطيني منها كتاب // تفاصيل المذبحه // أول كتاب يقرءوه العالم ويفضح إسرائيل عن ممارستها العدوانيه في صبرا وشاتيلا // من مؤلفاتها // كتاب عصافير علي أغصان القلب // اداره الذات // تحديد الأهداف // اتخاذ القرارات//تنظيم الأفراد. …ومن مؤلفاتها السياسيه والأدبية // حكايات خرافيه من أمريكا // صبرا شاتيلا // الأطفال والحرب // تفاصيل المذبحه // حكايات شعبيه من مصر // وفي صبيحة يوم 11 نوفمبر عام 1985. ..توقف القلب النابض بحب العروبه وفلسطين وبكت كل القصائد التي منحتها “صفاء زيتون” حبها الكبير وتركت “صفاء زيتون” رساله عميقه الأثر بأن النجاح الحقيقي للإنسان هو أن يتفاني في عمله ليسعد الآخرين…هذه المعلومات من كتاب شخصيات بحراويه للموسوعة المصري الادكاوي الأستاذ “محمد أحمد برمو”.

 

إنتهت كتابة الكتاب ، وحتى لا نحرق فصوله ، سيكون سهلاً مستساغاً بين أيديكم ، حيث شاركني المحلل الادبي والسياسي الدكتور “مصطفى الحمدالله” في تحليل هذه الملحمة التاريخية ، وإليكم موجزها :

مقدمة:

بعد أن أنهيت قراءتي لهذه الملحمة التأريخية، المتمثلة بالكتاب الثالث والنهائي من سيرة القائد المخضرم الدكتور “نبيل علي شعث” ، ورؤيته التاريخية للقضية الفلسطينية، بكتاب العودة إلى الوطن ، تمثل الدكتور “نبيل شعث” أمامي واقفاً ومن دولة فلسطينية حديثة العهد وكأنها إنسان ، ذات ملامحٍ جميلةٍ وقاسيه ، وعيونٍ سوداءٍ ونظراتٍ ثاقبة ، تفيض قوةً وعنفوان ، كان يردد بصوتٍ واضحٍ أسطورية درويش:

على هذه الأرض ما يستحق الحياة،
على هذه الأرض،
سيدة الأرض،
أم البدايات،
أم النهايات،
كانت تسمى فلسطين،
صارت تسمى فلسطين،
سيدتي،
أستحق لأنك سيدتي،
أستحق الحياة .

كان واقفاً، وترتسم ابتسامته المعهودة على وجهه، فخوراً بدولته الفلسطينية الشابة، وكأنما يقول: هذه بنيّتي، فليرني كل منكم ابنته.
إبتدأ القائد الدكتور “نبيل شعث” كتابه حين ابتعثه القائد الرمز “ياسر عرفات” إلى غزة للتحضير إلى عودة القيادة الفلسطينية إلى أرض الوطن، وولادة فلسطين الحديثة، لم يكن يعلم حينها أنه بعودته تلك ، سيشهد ولادة فلسطين الحديثة الشابة، كانت تلك وليدته، كانت تلك طفلته، صارت اليوم فخره ومسيرته، ومن هناك إبتدأت الحكاية.

نبذةٌ عن الكاتب:

نبيل علي شعث ، سياسيٌ ومصرفيٌ وخبير إدارةٍ وتنميةٍ فلسطيني، ولد في صفد، لأبٍ كان يعمل مديراً للبنك العربي في يافا وأمٍ لبنانيةٍ بيروتيةٍ تدعى “سميحة التنير” ، غادر فلسطين طفلاً إلى الإسكندرية مع عائلته بعد العام 1948، وتابع تحصيله العلمي فيها ، ثم أنهى تخصص إدارة الأعمال بجامعة الإسكندرية، ليغادر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وينال شهادة الماجيستير والدكتوراة من معهد وارتون العالمي للإدارة في جامعة بنسلفانيا، ثم أصبح مستشاراً اقتصادياً وإدارياً للعديد من الحكومات العربية، وكان أستاذاً جامعياً ثم عميداً لكلية الاقتصاد في الجامعة الأمريكية في بيروت، كان مستشاراً للرئيس ياسر عرفات، وعين وزيراً للتخطيط والتعاون الدولي والتي كانت مرحلته الذهبية ثم نائباً لرئيس الوزراء، ووزيراً للإعلام في الحكومات الفلسطينية المتلاحقة.

الخلاصة:

عايشت كتاب العودة إلى الوطن لثلاثة أيامٍ متواصلاتٍ دون كلل، تنقلت مع الدكتور نبيل فيها بين ثنايا أوراقه في تأريخه للقضية الفلسطينية من العام 1994 إلى العام 2005، وأحداثها على المستوى الشخصي والسياسي، تشكلت على إثرها صورةٌ حقيقيةٌ للدكتور في واقعي الشخصي كقارئ، عايشته فيها وعاشرته، وذرفت معه الدموع وأطلقت الضحكات، وصرت أعرف ملامح شخصيته في قممها وسعادتها، وألمها وإحباطها في لحظات انكسارها.
يشكل الكتاب سيرةً ذاتيةً ورؤيةً تاريخيةً لمعلمٍ من معالم القضية الفلسطينية، وأحد أبرز لاعبيها المحترفين على الساحات المحلية وفي المحافل الدولية، يتوزع في حوالي ال 600 صفحةٍ، مقسمةٍ على ثلاثين فصلاً ، ابتدأت بمقدمةٍ عميقةٍ مهدت للقارئ المتلقي ، الدرب الذي سيسلكه بين سطوره ، والهدف من تأريخه مروراً بأحداثه بأسلوبٍ سرديٍ روائيٍ شيق، لايتيح المجال إطلاقاً لتقليب صفحاته تباعاً والتجاوز عنها، فكل كلمةٍ خطت تحمل الكثير من الحرص في سرد التفاصيل الدقيقة ، والحمل الثقيل والجهد العميق والمسؤولية التاريخية في سردها، إنما يجبرك على التمعن والتمتع بكل زوايا أحداثه ومشاهدة القضية الفلسطينية حاضرةً على شاشةٍ سينمائيةٍ بأبعادٍ ثلاثية.
أما أكثر ما يثير الذعر والرعب في الكتاب، هو الصورة المكتملة بكامل ملامحها ومعالمها المشوهة ، لهذا المحتل الغاشم ، بطمعه وجشعه وصبره وتأنيه ومزاجية قادته وعنصريتهم ورؤيتهم المشتركة والموحدة والمتفقة على إذلال هذا الشعب ونهب تاريخه ومقدراته وأراضيه.

موضوعات الكتاب:

تناول الفصل الأول عودة القيادة الفلسطينية في مايو 1994 إلى أرض الوطن للمرة الأولى بعد اتفاق غزة-أريحا ممثلة بالطليعة المتحركة ، بقيادة الدكتور نبيل شعث، ودوره الرئيسي في التحضير والإعداد لعودة باقي القيادات الفلسطينية وعلى رأسهم القائد الرمز ياسر عرفات إلى أرض الوطن، وفي الفصل الثاني والثالث تناول رحلة الدكتور نبيل لاستكشاف الوطن بعد عودته إليه بمدنه وقراه وذكرياته في مرحلة الطفولة خصوصاً في يافا، أما الفصل الرابع فتناول فيه أولى ملامح الصدام مع المحتل بعد اتفاقيه غزة-أريحا ممثلة بمشكلة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وضرورة الإفراج عنهم، وفي الفصل الخامس يتناول عودة القائد أبو عمار للمرة الأولى وبشكل علني لقيادة الشعب الفلسطيني من أرض الوطن، ثم انطلاقة السلطة الوطنية الفلسطينية في فصله السادس، يناقش بعدها انطلاق التنمية في فلسطين وبناء مؤسسات الدولة الحديثة في الفصل السابع، ثم يوضح دوره في بناء وزارة الخارجية وتطوير الدبلوماسية الفلسطينية ودورها في المحافل الدولية في فصله الثامن، وصولاً إلى نهاية العام 1994 بإنجازاته على المستوى المحلي والدولي والمشكلات التي واجهت القيادة في السنة الأولى من فلسطين الوليدة في الفصل التاسع، يعود بعدها الدكتور نبيل ليعزز علاقته بالقارئ على المستوى الشخصي في الفصل العاشر، يتناول فيه بعضاً من ملامح حياته الأسرية والعائلية، ثم ينتقل في الفصل الحادي عشر والثاني عشر إلى تأريخ انتقال السلطة على الضفة الغربية إلى القيادة الفلسطينية والانسحاب الإسرائيلي منها عام 1995، ومصرع رابينٍ إلى مواجهة نتنياهو للمرة الأولى بعد فوزه بانتخابات رئاسة الوزراء 1996 في الفصل الثالث عشر، ثم إلى قمة واي يفر 1998 ونتائجها في الفصل الرابع عشر، ثم يلخص سنوات البناء والنمو الاقتصادي في الأعوام 1995 إلى العام 2000 في الفصل الخامس عشر، ثم إلى هزيمة نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية وانتخاب إيهود باراك في العام 1999 ونتائجه في الفصل السادس عشر، ثم إلى مفاوضات كامب ديفيد في يوليو 2000 ، وفشلها والحراك بعدها في الفصلين السابع والثامن عشر، إلى انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000 ونتائجها السياسية في الفصل التاسع عشر، وصولاً إلى اقتراحات الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والمعروفة بمعايير كلينتون لعملية السلام في ديسمبر 2000 والفصل العشرين.

الطليعة المتحركة: نخبة تشكل من أفضل فرسان الجيش، كانت تستخدم للانقضاض على صفوف الجيوش المواجهة، وتوجه ضرباتٍ سريعةٍ وموجهة، استخدمت أول مرةٍ في الجيش الإسلامي بعهد الخلفاء الراشدين، أثناء الفتح الإسلامي لبلاد الشام، تحت قيادة خالد بن الوليد.

ثم إلى أصعب لحظات الشعب الفلسطيني وأكثرها حساسيةً وتأثيراً على المستوى المعاصر والسنوات الأخيرة من حياة القائد ياسر عرفات وحصاره في مبنى المقاطعة في رام الله 2003 ، وصولاً إلى أقسى فصول الكتاب والفصلين الثامن والتاسع والعشرين بمرض القائد أبو عمار واستشهاده في العام 2004، ثم يختتم فصوله بتولي سيادة الرئيس محمود عباس سدة الحكم في العام 2005 ، ويلخص مسيرة القيادة الفلسطينية في أرض الوطن باخر عشر سنواتٍ صعوداً ونزولاً بطموحاتها وآمالها وأحلامها بالحرية والاستقلال والعودة في الفصل الثلاثين، ثم اختتم كتابه وألحقه بمرثية محمود درويش في أربعينية الرئيس الراحل ياسر عرفات والتي تجعلك مشدوهاً مشلول الحواس من شدة عمق الوصف وروعة الصورة وجمالية المفردات وانتقائها والتفرد بها ، أعطت الكتاب ثقلاً وزخماً وخاتمةً درويشيةً تراجيديةً أدبيةً بامتياز.

الخاتمة:

“الآن أصبحت فلسطينياً بحق، واليوم أولد فلسطينياً من جديد”.

كانت تجربتي مع الكتاب فريدةً مثيرةً ، أثرت فلسطينيتي بأبعاد جديدة وآفاقٍ جديدة، وتطلعاتٍ ومفاهيم جديدةٍ، نقلها الدكتور نبيل شعث بأسلوبٍ بسيطٍ ولغةٍ سهلةٍ وتسلسل أحداثٍ متماسكٍ مترابطٍ ، تنقل بين الأزمنة المختلفة، والأماكن المتنوعة دون تشتيتٍ للقارئ ، وأرفقها بصورٍ فوتوغرافيةً معبرةٍ أضفت للنص طابعاً سينمائياً ثلاثي الأبعاد، كأنك تعايش الأحداث حاضراً بأحاسيسها ومشاعرها وانفعالاتها من قلب أحداثها، لخص فيها الفترة الذهبية لبناء الدولة الفلسطينية لبنةً لبنه، وإسهاماته المباشرة والأساسية فيها، مع تنقل متمكن بين الصعيد السياسي والشخصي تاركاً للقارئ متعة الاندماج في حياة شخصيةٍ قياديةٍ فذة، يمثلها الدكتور نبيل شعث ومعايشته والتعرف عليه في أرض الواقع.

إن كتاب العودة إلى الوطن أشبه لأن يكون رواية تاريخيةً منه إلى مذكراتٍ شخصيةٍ ، روايةً تاريخيةً من غير جمودٍ ولا تصلفٍ ولا رتابةٍ مملةٍ تفتح للقارئ الأبواب على تفاصيل القضية الفلسطينية من منظور الدكتور نبيل في شهادته على العصر.

الدكتور م. / حسام الوحيدي
drengineerh@yahoo.co.uk

عن Allam Obaid

الصحفي علام عبيد

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …