هرطقات كورونية

رام الله/ شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية
بقلم: د.محمد عودة
في البداية استسمح القراء واعتذر منهم ان كان في العنوان ما يستفز او يجرح مشاعر البعض ، ان اختياري لهذا العنوان ليس جزافا خاصة وانني لست من صناع الحدث بل اتابعة كغالبية العباد ونتيجة متابعتي الحثيثة لجائحة كورونا وعلى الهامش قضايا كثيرة فقد اكتشفت ان عدد الناس الذين يفتون بما لا يعرفون يفوق بكثير عدد الذين يعرفون سواء افتوا ام لم يفتوا .
ومن اجل ان اتخذ القرار الصعب بالإفتاء اسوة بالغالبية فقد استغرقني عام ونيف ، فمنذ بداية الجائحة في نهايات 2019 والإتهامآت المتبادلة بين القوى العظمي وانا افكر بان انضم الى جيش الفتاوى وها انا في محاولتي الأولى للإفتاء . ان الإفتاء في موضوع كورونا تجاوز كل الحدود وتعدى الجاهل على العالم وافتى الطبيب والمهندس والعامل والراعي والمشرع وصاحب السيادة . افتوا بما يعرفون مرة وبما لا يعلرفون مرارا. لم يبقى احد ولم يدلي بدلوه سواء بالتشخيص او العلاج وبقيت من بين القلائل الذين لم يفتوا، فانا لا اعرف ورحم الله امريء عرف حدوده فلزمها . فكما اشرت سابقا استطعت ان اسيطر على النفس الأمارة لأكثر من عام ولكن قدرتي خفتت وغلبتني النفس الأمارة بالسوء وها انا احاول ان افتي اليوم ، سابدأ بالشكر لكل عالم ورجل صحة او رجل امن او مخترح لمحاولة وقف هذه الجائحة حتى لا اسلب احد حقه واطلب ممن يفتون بدون علم الإنصات لأصحاب العلم وتركهم يقومون بواجباتهم . وهنا سأحاول ان اضع بين ايديكم بعض المعطيات التي ربما تعيدنا الى الطريق حتى ننجح في حماية الكون من هذه الجائحة وكل الجوائح بكل اشكالها.
أولاً :- ان حجم االنفاق على التسلح في عام 2019 جاوز تريليونين من الدوالرات والغاية منها بقصد ام بغيره هي القتل وهذا يتناقض مع مبدا انتاج علاج يقي الناس من الموت بالمرض في الوقت الذي نقتل فيه باسلحتنا اضعاف من يقتلهم المرض والمقصود بالقتل ليس بالضرورة بشكل مباشر فما يحصل في ليبيا واليمن والصومال وسوريا والعراق وايران ونيجيريا ومالي وفلسطين والحبل على الجرار هذا تاكيد على ما اقول.

ثانيا:- حسب المعطيات المتوفرة على منصات الشبكة العنكبوتية فان عدد سكان الكون يزيد عن سبعة مليارات انسان. وان اردنا تلقيحهم دون استثناء وبحسب متوسط التكلفة الفردية للقاح التي بلغت 39 دولار امريكي فان تكلفة تلقيح البشرية سيكلف ما يقارب 280 مليار دولار.
ثالثا:- لو بحثنا عن طرق بديلة لهذه اللقاحات وقد تكون اكثر نجاعة فربما تصل التكلفة الى نصف ترليون واعني بالطرق البديله اللجوء الى الأجسام المضادة وحيدة النسيله ” antibody Monoclonal” ، لقد اصيب حتى تاريخة ما يزيد على مئة مليون وشفي من المرض ما يزيد على ثمانين مليون هولاء لديهم اجسام مضادة وموزعين على كل دول العالم مما يسهل عملية انتاج اجسام مضادة وحيدة النسيلة والتي ان ركزنا عليها بشكل جيد وعلى كل الأجسام المضادة لكافة الأمراض فربما نستطيع مع تطور العلم ان ننتج جسم مضاد متعدد النسيلة لمقاومة الكثير من الأمراض الفتاكة.

رابعا:- لو ان الشركات المصنعة للأسلحة تحول نسبة من راس مالها للمساهمة مع مراكز الأبحاث من اجل تطوير العلاجآت وفي الوقت المناسب لتجنيب الدول تكاليف علاج مرضى الجوائح سواء ذات الأصول الطبيعية ام تلك المعدة في المختبرات ، فعلى سبيل المثال جائحة الكورونا اضرت باقتصاد كل دول العالم وان بشكل متفاوت يحتاج لإصلاحه الى عقد من الزمن وهذا انعكس على قدرة الفرد الشرائية وبالتالي على راس المال حتى وان بدى لبعض الشركات فرصة لمضاعفة ارباحها كما هو الحال مع شركات الأدوية.

خامسا :- هل استثناء العالم الفقير من اللقاحات سواء لعدم قدرته على الشراء او لعدم توفر الكميات في حال القدرة على الشراء او غالبا لعدم إمتلاك الأجهزة المناسبة لتخزين اللقاح يخدم شركات الصناعة والإنتاج ؟ انا اعتقد ان الموضوع هنا له نتائج عكسية تماما فسوق الإستهلاك في هذه الحالة ستضمحل سواء بسبب الوفيات الجماعية او بسبب انعدام القدرة الشرائية. وقبل ان اذهب الى الختام اتسائل هل نحن بصدد تطبيق نظرية دارون التي تقول ان الطبيعة تبقي الأفضل وندعم نظرية مالتوس بان نساعد الطبيعة في انجاز نظرية داروين حسب اهوائنا ؟ان عدم اطفاء الحريق في بيت الجيران يهدد بيتنا بحريق جاد.
ارسلو لقاح الى الدول الفقيرة حتى لا يعود اليكم المرض عبرهم. اخيرا وفي الختام اصرخ وباعلى صوتي على زعماء العالم بان افيقوا وانفقوا اموالكم في حماية البشرية وابحثوا عن موارد اضافية للإحتياجات بدل تقليص عدد البشر ليتوائم مع ما يتوفر من موارد.اذهبوا الى عوالم اخرى لأنكم ان تماديتم في تطبيق نظرية الخلاص فلن تجدوا من تمارسوا زعامتكم علية.وهنا استطيع ان استيقظ من هرقطاتي .

عن Allam Obaid

الصحفي علام عبيد

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …