الشاعر عمر خليل عمر في ذكراه الرابعة

غزة/ شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

الكاتب والباحث/ ناهـض زقـوت

من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال كانت رحلتنا صباح اليوم التاسع من شباط لنشارك في الاحتفال التأبيني للذكرى الرابعة للشاعر العزيز على قلوبنا عمر خليل عمر، هذا الاحتفال الذي نظمته الهيئة العامة للشباب والثقافة ومركز ينابيع الأدب الثقافي في منزل الشاعر، حيث كان يرقد في قبره على بعد خطوات منا يستمع إلى كلمات التأبين، كان احتفالا يليق بشاعر كبير مناضل، خاض النضال بالكلمة والفعل الثوري.
في رحلته التي امتدت سنوات تجاوزت الثمانين عاما، لم يعرف الكلل أو الملل أو الراحة، أو الارتكان إلى أمجاد الماضي، بل واصل الحياة بقلب مفتوح, وذهن متقد، وابتسامة ممزوجة بحب الحياة. خاض النضال منذ البواكير الأولى للشباب، وقاد الجماهير نحو هدف منشود، ورؤية تعبر عن الانتماء القومي العروبي، صاغ مجدا بالصبر والمكابدة، وكتب بحبر الدم لوحة عز وفخار ما زالت ناصعة كبياض الثلج في شريط الذكريات.
ثمانون عاما وما يزيد وأنت تشدو للوطن، فلم ينساك الوطن، ولن ننساك .. فهذه الجموع الحاضرة اليوم جاءت لكي تكرم ابن الوطن في ذكراه الرابعة، وتقول لك: لقد علمتنا كيف نحب الوطن، كيف نسمو بالوطن فوق جراحنا .. كيف نتوحد بالوطن؟ فلسطين ليست كلمة بل هي فعل نضال، وتحت رايتها تكون عزتنا وكرامتنا.
بعد أن استقبلتنا عائلته الكريمة، دخلنا إلى مكتبته التي احتفظت بها العائلة، وجمعت فيها كتاباته واشعاره، وما كان يقرأه من كتابات ودراسات، مكتبة بسيطة ولكنها تفوح برائحة شاعرنا عمر خليل عمر، تشعر كأنك أمامه واقفا وهو شامخ بكل عنفوان يلقى عليك قصيدة في حب الوطن:
قد قلت أني لا أحب الساقطين على رصيف الانهزام المنكسر
قد قلت أني لا أطيق البائعين لأرضهم خوف الضرام المستعر
وبعدها ذهبنا لزيارة قبرك الذي تحتضنه أرضك وبجوار منزلك ومنزل أبناءك، قرأنا الفاتحة على روحك وروح والدتك التي جاورتها في الدنيا والآخرة، لكما الرحمة.
وبجوار منزلك، وعلى الأرض التي خطوات عليها سنوات عمرك، كان الاحتفال التأبيني، الكل يستنشق عبير أنفاسك، ويردد مع الصدى صوتك، وأنت هناك في قبرك تضحك سعيدا لأن ما تركته من إرث لم يذهب سدى، وأن ذكراك ما زالت حية سامية بيننا. لك الرحمة والخلود.

عن Allam Obaid

الصحفي علام عبيد

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …