مقال: حبو بعض _ للأستاذ نهاد الحناوي

 

 

 

غزة_ شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية:-

كتب: أ. نهاد الحناوي

يبحث الزوج عن شريكة حياته عن طريق والدته أو ما ينوب عنها بالتسلسل العائلي بحسب العادات و التقاليد السائدة ، و تلك طريقة الزواج القديمة و التي يتم إعتمادها من سابق العهد و لازالت ، و هي التي تجمع بين الزوجين وفق قاعدة حِبو بعض ، فعملية إختيار الزوجة تتم وفق الجمال ، و صفات الجمال ، و المال عند البعض و إن كثر البعض في حاضر يومنا .
و غالباً ما ينتج عن تلك الطريقة الود و الإنسجام ، و الحب و الأطفال .
في سابق العهد ، خاصة زمن الإنتفاضة الأولى ، كانت العديد من الأمهات يبحثن عن زوجة للإبن لكي تنأى به عن الأحداث و الشارع ، و كان بيت الزوجية بمثابة سجن ، لا يتعدى غرفة داخل بيت الأسرة ، و وظيفة الزوجة هي القيام بواجباتها الخدماتية تجاه الكل و الزوج ، و الكثير من الفتيات صغيرات السن تزوجن في تلك الفترة بسن مبكر ، و نتج عن ذلك الأولاد و البنات الكثر ، و القليل من الحب ، و كله على حساب طفولتهن الضائعة .
و لو رجعنا إلى الفترة و التي سبقت تلك الإنتفاضة لرأينا صوراً أخرى من الزواج ، و التي غلب الفقر على الجمال في إختيار الزوجة ، فمعضم الزيجات تمت في إطار العائلة أو إمتدادها و غلب فيها كثيراً زواج التبادل ، و برغم أسس تلك البيوت و التي قامت على البساطة إلا أنها إتسمت بالإستقرار و الغيرة ، و البقاء إلى حدٍ ما .
أما في عصرنا الحالي ، فعملية إختيار الزوجة أسهل بكثير من تلك الطرق ، و التي يسميها أصحاب الإختيار بالتقليدية ، فقد غلب الحب و النظرات الأولى على العادات و التقاليد ، و نتج عن ذلك العديد من بيوت الزوجية و التي تختلف كثيراً مع واقع الأسرة الكبيرة .
هنا يمكن الحديث عن إنقسام في وجهات النظر بين تلك الثقافات و اختلافها ، فمنهم من يرى أن الحب قبل الزواج ، و منهم من نشأ الحب مع الزواج
و بين تلك الإختلافات و الخلافات إستشرى الطلاق في المجتمع في العصر الحالي ، و ما بين الفقر و الإنقسام تاهت أسبابه على شماعة الإحتلال كالمعتاد .
فالكثير من حالات الطلاق ظهرت و الكثير من البيوت هدمت ، فالزواج الحديث يغلب فيه المكياج على الحب و العاطفة ، و تسبق الرغبة و الديون كل أشكال الود و التوافق بين الشريكين ، لينتهي بهم المطاف على أبواب المحاكم ، و لا ننسى في هذا المقام سطوة الشبكة العنكبوتية و عقربتها للشباب .
ففي السابق كان يعاب على المرأة أن تخرج من بيت زوجها لبيت أهلها إن تخاصمت معه ، و الليل كفيل بعودتها لبيت الزوجية ، فالنهار فاضح ، أما اليوم تتباهى النساء بالصور عن هذا الخصام و ذاك ، و الجميع يتعرف على الأسباب و إن تأخر الوقت ، فهذا عيب و الكل على هذا يجمع على هذا ، و أعداد المطلقات و الأرامل كثر ، و لكن ما لا نجمع عليه هو حق تلك المرأة المطلقة أو الأرمة في الزواج تحت العديد من الذرائع الواهية ، فالعادات و التقاليد تقف بالمرصاد لتلك النساء ، في حين تمنح الرجل الأحقية تحت ذريعة من يخدمني .
كلاهما يحتاج للآخر و إن أخفت المرأة تلك الحاجات النفسية و العاطفية أو الأخرى و التي نعرفها جميعاً تحت عباءة الخجل أو الخوف من أخوتها .
في حين يخفي الرجل تلك الحاجات لفترة تتعدى الشهر أو بعضا من الأيام ، ليبدي رغبته في الزواج تحت شعار من يقوم بخدمتي ، رغم أن الحاجة في تلك الحالتين واحدة .
العاطفة ، و الحب ، و الود تسبق كل إحتياجات الزواج ، فإن إنشبعت تلك الرغبات ، سوف ينتج الإستقرار في بيوت الزوجية ، و إن سبقت الإحتياجات الأخرى العاطفة فالنتائج في الفشل سريعة ، علينا أن نعطي الحب بالتساوي ، و أن نترك للعقل مساحة لتوزيع هذا الحب .

عن ali tuama

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …