الانتخابات وسيلة وليست غاية بقلم الكاتب ربحي دولة

21 فبراير 2021
رام الله _ شبكة فلسطين المستقبل الاخبارية

ننتظر جميعا كما ينتظر العالم أجمع التاريخ الذي حدده السيد الرئيس محمود عباس موعدا لاجراء الانتخابات التشريعية الثالثة من حيث عدد مرات الاجراء ، والاولى بعد خمسة عشر عاما على اخر انتخابات تشريعية واربعة عشر عاما على الانقسام الفلسطيني نتيجة سيطرت حماس بقوة السلاح على قطاع غزة وتعطيل عمل المجلس التشريعي.
الانتخابات سيكون لها الأثر الكبير على الوضع السياسي في فلسطين وعلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي لان هذه الاوضاع لا يمكن ان تسير بالشكل المطلوب في ظل غياب المجلس التشريعي الذي تكمن مهمته في التشريع والرقابة : تشريع القوانين والتي من شأنها تنظيم الحياة وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش في ظل دولة المؤسسات والقانون وتنظيم العلاقات بين الافراد والمؤسسات ، وكذلك الإشراف على جميع الانشطة التي تقوم بها الحكومة كجهة رقابية.
وفي ظل هذه الحالة التي يعيشها شعبنا وفي ظل الظروف المعقدة التي تمر بها قضيتنا من تجاهل دولة الاحتلال لكل الاستحقاقات التي يجب عليها تنفيذها وفق الاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير ، وفي ظل سكوت العالم عن ممارسات هذه الدولة بحق شعبنا والتي تمعن في إجرامها بحق شعبنا من خلال القتل والترويع والمصادرة والهدم واقتلاع الأشجار وبناء المغتصبات على ارضنا وهدم العديد من التجمعات الفلسطينية وتشريد ساكنيها، كل هذه الظروف تحتم علينا جميعا التفكير بشكل عميق في ماهية البرامج والخطط وماهي الأدوات التي يجب استخدامها من اجل تغيير الواقع الذي نعيشه وإجبار الاحتلال على تنفيذ كل هذه الاستحقاقات على طريق التحرير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
كل هذا يتطلب منا جميعا الايمان بالشراكة الوطنية وتوحيد الصفوف لنسير تحت راية الوطن الواحد لنشكل جسما منيعا يصعب اختراقه من كافة الجوانب.
أما إذا ذهبنا الى انتخابات من اجل إقصاء البعض والتفرد في صنع القرار والنظر للمصلحة الفئوية فهنا سنكمل مسيرة التراجع الى الخلف ونمنح دولة الاحتلال مزيدا من الامعان في ممارساتها بحق شعبنا، فيما نضيع حقوق شعبنا، وهنا نحن أمام خيار الذهاب بقوائم مشتركة او الذهاب بقوائم منفردة فكلتا الحالتين لا تأثير سلبي لها ان كانت النوايا هي الشراكة الحقيقية بين كل أطياف شعبنا السياسية ليكون توجهنا نحو هذه الانتخابات من أجل الحفاظ على مقدرات شعبنا لنصل معا الى الخلاص من الاحتلال ولا نذهب من اجل تحقيق مصالح حزبية ضيقة لأننا مازلنا نعيش تحت الاحتلال والكل الفلسطيني مستهدف، فان لم نكن عونا لبعضنا البعض وسدا منيعا لشعبنا وقضيته فإننا نلقي بشعبنا وقضيته الى التهلكه وسينفرد الاحتلال بنا وينهي وجودنا كما يخطط.
لتكن الانتخابات وسيلة لتحقيق الافضل لشعبنا وقضيته ولا تكون غاية للوصول الى سدة الحكم مهما كانت النتيجة.

٠كاتب وسياسي

عن Montaser Abu Rukba

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …